حكم وصل صلاة النافلة بالفريضة.
* حكم وصل النافلة بالنافلة:
عن السائب بن يزيد أن معاوية قال: إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمرنا بذلك أن لا نصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج).
* وصل النافلة بالفريضة خلاف السنة.
والحكمة: حتى لا يتوهم الزيادة في الفريضة، نظير قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقدَّموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون صوماً يصومه أحدكم) والنهي فيه للكراهة، إذ لو كان للتحريم لما شرع للصوم المعتاد وهو مسنون، فلا تعارض بين السنة والواجب، إذ الواجب إكد من المسنون)، ونظير: ما رواه البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ .. وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا).
والحكمة فصل الفرض عن النفل، وهو مبني على الاستحباب لا الوجوب.
* ولأن ظاهر الحديث: أمرنا أن لا نصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج، يشمل الفرض مع النفل، والنفل مع النفل، ولا يخصص بالجمعة مع نافلتها، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
والنافلة سنة، وما يترتب على المسنون غالباً فهو سنة.
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم (صلى أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم صلى أربعاً...) وذلك في قيام الليل.
( فصلى أربعاً) تحتمل بسلامين -اثنتان ثم سلم، واثنتان ثم سلم-، ثم فصل بينهن بمكث أو غيره، ثم صلى أربعاً كذلك، وتحتمل كل الأربع بسلام واحد، والحديث يحتمل هذا وهذا، فيحمل على جميع احتمالاته.
والقاعدة: كل لفظ يحتمل معنيين، بحسب وضع واحد، ولا تعارض بينهما، حمل على جميع تلك الاحتمالات -وقد تقدم في القواعد-
وعليه فظاهر النص أنه لم يفصل بينها، مما يدل على أن الفصل ليس بواجب، والمستحب الفصل مطلقاً.
* مما يدل على السنية، ما جاء عن علي رضي الله عنه: (من السنة أن لا يصلي النافلة في مكانه).
* وحديث المغيرة مرفوعاً: (لا يصلي الإمام في مقامه الذي صلى فيه المكتوبة حتى يتنحى عنه) رواه أبوداود وغيره، وضعفه البخاري وغيره.
* وحديث أبي هريرة مرفوعاً: (أيعجز أحدكم إذا صلى أن يتقدم أو يتأخر، أو عن يمينه أو عن شماله) فهو ضعيف.
ومن الحكمة أيضاً في التحول: شهادة البقاع لهم يوم القيامة، قال تعالى {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ}.
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق