إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الأحد، 5 مايو 2019

حكم إبرة الأنسولين في تفطيرها للصائم // لفضيلة الشيخ د. محمد بن سعد الهليل العصيمي -حفظه الله-.


حكم إبرة الأنسولين في تفطيرها للصائم:

والأنسولين إبرة تضرب تحت الجلد ثم يمتصها البدن حتى تنظم عمل البنكرياس.
وهي محل خلاف في تفطيرها للصائم.
فمن يرى: أن كل ما دخل إلى الجوف يفطر به الصائم، قال بكونها مفطرة.
على اختلافهم في تحديد الجوف.

* وسبب الخلاف: قياس غلبة الأشباه.
وذلك أن هذا الفرع يتردد بين أصلين، فمن ألحقها بالبراهم التي توضع فوق الجلد ويمتصها البدن، لا يرى تفطيرها للصائم، ومن يرى أنها تلحق بما يدخل الجوف، على الخلاف في تحديد الجوف، قال بأنها مفطرة.

هذا وقد اختلف المعاصرون في كونها مفطرة للصائم على قولين:
القول الأول: أنها لا تفطر، وممن قال به شيخنا العثيمين.
وذلك قياساً على المراهم والزيوت التي توضع على الجلد، وكذا الماء على جسد الإنسان والاستحمام به لا يفطر الصائم، فكذا هذه الإبرة التي لا تضرب في أوردة الدم.
ولأن نفوذ الشيء إلى داخل الجوف عن طريق الجلد لا يعتبر منفذاً معتبراً في التفطير، على خلاف بين أهل العلم في المراد من الجوف، فقيل: كل مجوف فهو جوف، فيكون دخول الشيء إلى جوف الساق والفخذ، داخل في الجوف، وقيل: من الجائفة، وهو تجويف البطن والصدر والدماغ. وقيل: كل تجويف للبطن والصدر والدماغ وما له طريق ومنفذ لها.
وقيل: المعدة فقط. وقيل: الحلق والأمعاء وتجويف الصدر والبطن والدماغ.
وعلى كل فالجوف معنى واسع، يحدد السياق والقرينة المراد منه. ولهذا اضطربت المذاهب حتى في المذهب الواحد، في ضبط الجوف الذي يحصل به التفطير والذي يكون وصفاً ظاهراً مناسباً منضبطاً، يعلل به الحكم.
 كما اختلف في اشتراط كون الجوف مما يحيل الغذاء والدواء أم لا يحيل.

وذلك: لأن هذه المادة في هذه الإبرة إذا ثبت طبياً أنها تنتقل إلى الدم عبر الشعيرات الدموية، فتغذي الدم بها عند ذلك تكون مفطرة، وهي ليست كذلك.

والذي يترجح في نظري والعلم عندالله تعالى، أن إبرة الأنسولين لا تفطر للأسباب التالية:
القاعدة الشريعة: أن الشريعة لا تفرق بين متماثلين، ولا تجمع بين مختلفين،
وإبرة الأنسولين لا يفطرالصائم بسببها، لأنها ليست بمعنى الأكل والشرب، هي كذلك لا تصل إلى الدم.
ولأن الأكل والشرب وما كان في معناهما يفطر عن طريق الفم أو عن أي طريق آخر، لأن المعنى فيهما واحد.
ولأن وصول الغذاء وما كان في معناه ولو كان ضاراً كالسم، إلى الدم الذي يزود سائر خلايا الجسم يفطر به الصائم.
 ولأن القياس على الماء أو الدهون التي على سطح الجلد أقرب من القياس على ما يصل إلى الدم ويتغذى به الجسد، لأن ذلك ليس بمعنى الأكل والشرب، وإنما هو امتصاص  من تحت الجلد، كامتصاص ما فوق الجلد.
وذلك أن الماء والدهون لا تصل إلى الدم وتتوزع على سائر أجزاء الجسد، وعلى فرض ذلك فهي نسبة مستهلكة وجودها كعدمها. والله تعالى أعلم.
ومع ذلك فالأحوط والأبرأ للذمة ابتعاد الصائم عنها في حال الصيام، خروجاً من الأخلاف، وورعاً واحتياطاً.


كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت