حكم التمني:
كأن يقول ياليت لي مثل فلان.
القاعدة في التمني: جوازه ما لم يخالف الشرع.
فيكون حسب المتمني إن خيراً فخير، وأن شراً فشر.
قال تعالى: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله بكل شيء عَلِيما)، والقاعدة: التفريع من العام لا يقتضي التخصيص. وأول الآية عامة في عدم تمني ما فضل الله أحداً على أخد في المواهب والأرزاق، وآخرها يقتضي عدم تمني النساء ما فضل به الرجال من الجهاد والميراث، ولكل جزاؤه على الطاعة أو المعصية. ونصيبه مما قسم الله تعالى له من الميراث.
وفِي الآية دليل على تحريم التمني الذي باعثه الحسد والبغي، أو مخالفة للشرع، أو فعل الفساد، وفِي الحديث: (لو كنت مثل فلان -يعمل السوء- لعملت مثل عمله، فهم في الإثم سواء).
فمن التمني المنهي عنه:
١- تمني لقاء العدو؛ (لا تتمنوا لقاء العدو، فأذا لقيتموه فاصبروا).
٢- التمني الذي يدل على التسخط والتجزع من قضاء الله وقدره، وفِي الحديث: (لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به). (لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان).
٣- التمني الذي باعثه البغي والحسد والاعتراض على شرع الله وحكمه، قال تعالى: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض). كأن تتمنى المرأة أن تكون كالرجل في الميراث.
وقال تعالى: (لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا).
٤- الاحتجاج بالقدر على المعصية.
قال تعالى عن المشركين: (لو شاء الله ما أشركنا)، وقال تعالى: (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم).
وفيه دليل على أن الإنسان يطلب الفضل والخير من الله تعالى الذي لا يكون فيه اعتداء بخلاف الشرع، كطلب كون نصيب الأنثى في الميراث كالذكر.
وفيه دليل على أن مواهب الدين والدنيا من الله تعالى.
٥- تمني عمل السوء (لو كان لي عمل لعملت مثل عمله -في السوء-).
* وما لم يكن محذوراً في الشرع، فالأصل فيه الجواز، ومنه حديث: (لا حسد -حسد غبطة لا حسد عدوان- إلا في اثنتين: رجل علمه الله القران فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جاره، فقال: ياليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فأعمل مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالاً ...) الحديث.
ولحديث: (إنما الدنيا لأربعة ... وفيه (لو كنت مثل فلان لعمل مثل عمله فهما في الأجر سواء).
والله تعالى أعلم وأحكم.
كتبه : أبو نجم / محمد بن سعد العصيمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق