قاعدة: يطلق العام ويراد به الخاص أحياناً.
قال تعالى: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً).
والمعنى: ألم تعلم أيها الرسول شأن أولئك اليهود الذين أعطوا حظاً من العلم يصدقون بكل ما يعبد من دون الله من الأصنام وشياطين الإنس والجن تصديقاً يحملهم على التحاكم إلى غير شرع الله، ويقولون: هؤلاء الكافرون أقوم وأعدل طريقاً من الذين آمنوا.
ففيه التحذير من أن يستمد الإنسان أحكامه من غير شرع الله في كل مجالات الحياة. فكل من استمد الحكم من غير شرع الله، حتى ولو وافق شرع الله تعالى، فهو لم يحكم بشرع الله تعالى.
وفيه: أن المراد بـ (يؤمنون بالجبت والطاغوت) إيماناً يحملهم على التحاكم إلى غير شرع الله تعالى. فليس المراد مجرد الإيمان والتصديق، ولكنه إيماناً معيناً.
فإيمانهم بالجبت والطاغوت المراد به ههنا: هو الإيمان الذي يحملهم على التحاكم إليه من دون الله تعالى. وليس المراد الإيمان بوجود الجبت والطاغوت.
والله تعالى أعلم.
أبو نجم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق