مقدار الماء الذي يقرأ عليه، حتى تكون القراءة لها أثراً في الماء:
-------
ورد عن النبي صل الله عليه وسلم أنه إذا نفث ثلاثاً إذا آوى إلى فراشه نفث ثلاثاً ثم قرأ الإخلاص والمعوذتين ثلاثاً ثلاثاً ثم مسح بهما ما استطاع من جسده).
ففيه دليل على قراءة القرآن في الرقية على الماء والزيت ونحوهما، لقراءة الرقية على النفث الذي في اليدين ومسح ما استطاع من جسده، كما في الحديث السابق.
* لكن هل القراءة على الماء أو الزيت يكون أثرها سبباً في الشفاء والتحصن له حد محدد من حيث الكمية والكثرة والقلة، أم هذا له حد محدود، فمثلا: لو قرأ على ماء البحر أو النهر أو البئر أو خزان الماء أو حوض سيارة الماء كما يفعل بعض القراء والمتخصصون في الرقية الشرعية يكون بمنزلة القراءة على من نفث في يديه ثم قرأ على ما نفث.
الذي يظهر والعلم عند الله تعالى في تمييز الكثير والقليل من الماء ونحوه: هو حديث ابن عمر مرفوعاً: (إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث).
فإذا كان الماء كثيراً كانت الرقية عليه في حكم المستهلك، وجود الرقية عليه كعدمه، ولا يكون مشروعاً الاستشفاء به فيما إذا قريء عليه من الرقية الشرعية ونفث فيه.
وإذا كانت الرقية على القليل من الماء ونحوه، شرع الاستشفاء به -جعله سبباً في الشفاء والشافي هو الله تعالى -.
وقدرت القلتين: بما يملأ ما حجمه ذراع وربع طولاً وعرضاً وعمقاً، وهو ما يقارب مائة وخمسون لتراً.
وعليه: فالقراءة على حوض سيارة الماء التي يقدر سعة حوض الماء فيها بأحد عشر رطلاً غير مشروع ولا أثر للرقية عليه في كونه سبباً في الشفاء لما تقدم.
والله تعالى أعلم.
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق