قاعدة: الاستثناء بعد جمل متعددة:
إن اختلفت المقاصد في الجمل -اختلفت المعاني وتباينت جهاتها وارتبط كل معنى بجهة- كان الاستثناء مختصاً بالجملة الأخيرة وإلا لم يكن الاستثناء مختصاً، بل يعود على جميع الجمل.
وبهذا قال الجويني، وخالف الجمهور بكونه يعود على جميع الجمل، وخالف الحنفية بكونه يعود على الجملة الأخيرة، وتفصيل الجويني في نظري أقرب:
وذلك لأن المعاني إذا اختلفت وتباينت جهاتها وارتبط كل معنى بجملة ثم استعقبت الجملة الأخيرة مثنوية فالرأي الحق الحكم باختصاصه بالجملة الأخيرة فإن الجمل وإن انتظمت تحت سياق واحد فليس لبعضها تعلق بالبعض وإنما ينعطف الاستثناء على كلام مجتمع في غرض واحد.
وإن اختلفت المقاصد في الجمل فكل جملة متعلقة بمعناها لا تعلق لها بما بعدها والواو ليست لتغيير المعنى وإنما هي لاسترسال الكلام وحسن نظمه والجملة الأخيرة تفصل الاستثناء عن الجملة المتقدمة من حيث إن الخائض في ذكرها آخذ في معنى يخالف معنى الجملة المتقدمة مضرب عنه فيظهر والحالة هذه اختصاص الاستثناء بالجملة الأخيرة.
-كما قرره الجويني في البرهان-.
والله تعالى أعلم.
محمد بن سعد الهليل العصيمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق