حكم تغيير بعض الأحرف في اللفظ المتعبد بلفظه ، تغيير لهجة ولغة لا تغيير لفظ ومعنى ، كما يجري على لسان كثير من إخوتنا المصريين :
الفرق بين قول المصلي : الله أكبر ، وقوله : الله أكبار .
والفرق بين قول المقيم للصلاة : قد قامت الصلاة ، وقوله : قد أقامت الصلاة.
———-
يخطيء بعض المصلين ، فإذا مد : الله أكبر ، قال : الله أكبار .
فيختل المعنى ويحصل الخطأ.
فمعنى الله أكبر : أي أكبر من كل شيء.
ومعنى : الله أكبار ، اكبار : جمع كبر بفتح الكاف والراء، والكبر بفتحهما هو الطبل .
وهذا خلل في المعنى لا يجوز تعمده ، ولا يكون ذكراً مشروعاً والحالة تلك .
——
وقد قامت الصلاة : أي حان وقت إقامتها، وتتحقق إقامتها بقرب فعلها . فينزل المستقبل منزلة الحال لتحققه .
وقد أقامت الصلاة : من الإقامة وهي الاستيطان بمعنى استقر وجلس .
فقامت غير أقامت ، ولهذا لا تصح الإقامة بلفظ أقامت ، ولا يصح الأذان بلفظ اكبار .
وبناء على ذلك إذا قلنا أن الأذان فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين على الأصح من قولي أهل العلم في حكمهما: فإن الأذان بلفظ : أكبار بدل أكبر : لا يصح ، وتجب إعادة الأذان إذا لم يقم به من يكفي وكذا الإقامة تجب إعادتها إذا لم يقم بها من يكفي .
وقد علق الشارع الحكم على السماع للأذان ، لأهل القرية ، ففي الصحيح : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغزو إذا طلع الفجر ، فإن سمع أذاناً كف ، وإلا غزا ).
وفي الحديث(فليؤذن لكما أحدكما وليؤمكما أكبركما ).
وقال للأعمى الذي لم يجد من يقوده للمسجد : أتسمع النداء ، قال : نعم ، قال ( فأجب ).
فيكون السامع أو من حكمه - وهو ممن لو كان حاضراً لسمع في الأحوال العادية -.مجزيئاً في فرض الكفاية، ومن لم يسمع - ومن في حكمه - يؤذن أو يقيم لسقوط القرض الكفائي .
تنبيه : فرق بين اللفظ الذي يتغير به المعنى، واللفظ الذي لا يتغير به اللفظ والمعنى.
فمثلاً: الله أكبر ، من العرب من تقلب الهمز إلى واو ، فتقول : الله وكبر ، بدلاً من الله أكبر ، فهذا تكبيرهم في الصلاة والأذان ونحوهما صحيح.
وكذا : إبدال السين إلى صاد أو زاي : الصراط المستقيم .
ونحو ذلك مما يختلف فيه اللفظ اختلاف لهجة ولغة مع بقاء اللفظ والمعنى ، فهذا يصح، مما يتعبد لله بلفظه .
وهذا يشبه : تغيير بعض الأحرف في اللفظ عند إخواننا المصريين : لهجة ولغة لا تغيير لفظ ومعنى، ولا تغيير لفظ .
وأما ما يتغير به معنى اللفظ ، أو يتغير به اللفظ مطلقاً ، مثل : بدل أكبر ، أكبار ،
أو بذل الله أكبر : الله الأعظم فهذا لا يصح مما يتعبد لله تعالى بلفظه - كما سبق -.
والله تعالى أعلم .
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي / كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق