حكم وضع اليد اليسرى بظهر كفه عندما يتثاءب الإنسان :
————-
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((التثاؤبُ من الشيطان، فإذا تثاءَب أحدُكم فليَكظِمْ ما استطاع))؛ رواه مسلم والترمذي، وزاد: ((في الصلاة)).
((فليكظم))؛ أي: يمنع التثاؤب ويحبِسه.
والتقييد بكظم التثاؤب في الصلاة رواه البخاري أيضًا.
وزاد فيه: ((ولا يقل: ها، فإنما ذلك مِن الشيطان يضحك منه)).
وروى الشيخان وأحمد: ((إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب).
——
فقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق ، ( فليكظم ما استطاع ) لا يقيد بلفظ ( فليضع يده على فيه) ،
لأن من أنواع الكظم أن يضع يده على فمه.
والقاعدة : أحد أفراد العام لا يخصص به إذا كان موافقاً له في الحكم.
وكذا زيادة الترمذي ( في الصلاة ) وهي عند البخاري أيضاً ، لا تخصص لفظ ( إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه ) ، للقاعدة السابقة .
وقوله ( يده ) مفرد أضيف، والمفرد إذا أضيف ، يعم ، وهي قاعدة أصولية سبق بيانها في القواعد .
فيشمل الكظم باليد اليمنى واليسرى ، ويشمل ذلك بظاهر اليد وباطنها.
فكلما كان أعظم في الكظم كان أولى ،
والقاعدة : الحكم إذا علق على وصف قوي بمقدار ذلك الوصف فيه .
وعلى فرض التساوي: فإن الكظم بظاهر اليد اليسرى أولى ، لأن لفظ( فإن الشيطان يدخل ) لما كان من الشيطان كان طرده باليسرى أولى ، لأنه مما لا تكرم به اليد .
والقاعدة : ما كان من باب التكريم فإن اليمنى أولى من اليسرى، وعكسه بعكسه .
- سبقت في القواعد -
- وكان ذلك بظاهر اليد لا بباطنها ، لأن فيه طرد للشيطان حتى لا يدخل، والطرد يكون بوضع ظاهر اليسرى حتى لا يدخل، وهذا كله أخذ من المعنى المعقول المنصوص على عليته، ولهذا نص بعض العلماء على هذه الصفة، والله تعالى أعلم .
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق