حكم السجود على السجادة الإسفنجية :
——-
ذهب جمهور الفقهاء إلى عدم صحة السجود على الإسفنج ونحوه كالحشيش والقطن والتبن والثلج الملبد، والثيل حتى يجد حجم الأرض.
وما غاب فيه وجهه ولم يجد حجم الأرض لا يصح عليه سجوده، حتى يجد حجم الأرض من تحتها، لما رواه أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء من أمر الصلاة، وفيه : ( وإذا سجدت فأمكن جبهتك من الأرض حتى تجد حجم الأرض )أي صلب الأرض .
ولحديث أنس رضي الله عنه : كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن جبهته من الأرض، بسط ثوبه وسجد عليه ) فهذا يدل على أن المتقرر عندهم أن يمكن جبهته من السجود على الأرض ، بحيث إذا سجد على موضع منفوش يضغط عليه بجبهته في أثناء السجود حتى يستقر ، أي يجد ما تستقر عليه جبهته والمواضع التي أمر أن يسجد عليها.
ويجوز السجود على الأرض وعلى ما هو بمعنى الأرض مما تجد جبهته حجمه وتستقر عليه .
@ وكذا كل ما يحول بين الأنسان وبين ما يسجد عليه، كالعمامة المكورة على الجبهة ، بحيث لا يكتفي بمجرد وضع جبهته عليها ، بل يضغط حتى يجد حجم الأرض عند سجوده .
@ وأما من سجد على كرسي أو متكأ ، فإنه لم يسجد على الأرض، والناظر له يعرف أنه لم يسجد على الأرض.
والقاعدة في ذلك : أن كل من سجد على الأرض، أو ما كان بمعناها ، مما تجد جبهته حجم الأرض وتستقر عليه ، صح سجوده، وما لا فلا .
وهذا في حال ما إذا رآه الناظر يعرف أنه ساجد على الأرض، وإن كان بينهما حائل.
وأما إذا كان الناظر له يدرك أنه لم يسجد على الأرض، لكونه ساجداً على كرسي أو متكأ وهو غير عاجز من السجود على الأرض لم يصح سجوده والحالة تلك .
ولا عبرة بما لاصق الرأس متصلاً به ، وما لم يتصل به في صحة السجود على الأرض.
قاعدة : كل من يسمى ساجداً على الأرض ممن وجد صلب الأرض، صح سجوده ، وما لا فلا . وذلك في حال الاستطاعة لا العجز ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها). ( لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها )والله تعالى أعلم .
كتبه / د. محمد بن سعد الهليل العصيمي / كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق