————
القاعدة: إذا تحقق مقصود الشارع صح التداخل، وإن لم يتحقق مقصوده لم يصح.
وجمع نية الأضحية مع نية العقيقة لم نتحقق من تحقق مقصود الشارع فيها فلم يصح.
ولأن الأصل هو عدم صحة التداخل.
ولأن الأصل في العبادات التوقيف.
ولأن مقصود العقيقة فداء الولد، ومقصود الأضحية فداء النفس.
وهذا ما ذهب إليه الجمهور خلافاً للشافعية في قول، والحنابلة في إحدى الروايتين وهي المذهب.
فإن قيل: لمَ لا يقاس على ركعتي تحية المسجد في دخولها تحت ركعتي الضحى؟
فالجواب:
أن ركعتي تحية المسجد غير مقصودة لذاتها، فتندرج تحت ما كان مقصوداً لذاته، بخلاف العقيقة والأضحية فكل واحدة منهما مقصود لذاته.
وبناء على ذلك: إذا كان المقصود الأعظم في النية للعقيقة، صحت عن العقيقة ولا تصح أضحية ، وإذا كان المقصود الأعظم أنها للأضحية، صحت أضحية ولم تصح عقيقة.
فإذا استويا في النية أنها أضحية وعقيقة، ولم تترجح إحدى النيتين عن الأخرى، بل كانت الشاة مشتركة بين النيتين على حد سواء لم تصح عن واحدة منهما، لا عقيقة ولا أضحية وإنما هي شاة لحم أو صدقة لحم.
وذلك: لأن وجود النية في أول العبادة ركن، واستصحابها، بمعنى أن لا يأتي بمناف لها شرعاً شرط.
وذلك قياساً على من دخل في الصلاة بنية الظهر والعصر جميعا لم تصح ظهرا ولا عصرا.
والله تعالى أعلم.
كتبه/ د.محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق