————
(الخلاصة: لا يجوز القسم بحياة القرآن).
____
١- ظاهر هذا اللفظ يقتضي أن القرآن مخلوق وله حياة، وهو بهذا الإطلاق لا يجوز لما يستلزمه من كون القرآن مخلوق، ومن اعتقد أن القرآن مخلوق من مخلوقات الله تعالى كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وخرج من الملة بالإجماع، والقرآن منزل غير مخلوق (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين)
والقرآن من كلام الله تعالى، وكلامه من صفاته جل وعلى، وصفاته غير مخلوقة.
٢- من أراد بهذا اللفظ أن القرآن حياة القلوب، ولا حياة حقيقية إلا به (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم..).
فإن المعنى صحيح، ولكن اللفظ: -أقسم بحياة القرآن- يوهم معنى فاسداً، فينهى عنه لما يحتمله من المعنى الفاسد.
والقاعدة: ما لا يحتاج إلى إضمار أولى مما يحتاج إلى إضمار.
والقاعدة: كل ما كان وسيلة إلى الشرك الأكبر، فهو شرك أصغر.
ولما كان ظاهر هذا القسم يستلزم خلق القرآن، لكون الأصل هو عدم الاضمار، فإنه ينهى عن القسم به، كما ينهى عن القسم بالحلف بغير الله تعالى حتى ولو لم يعتقد تعظيم غير الله كتعظيم الله تعالى.
فكل لفظ يوهم معنى فاسداً ينهى عنه حماية لجناب التوحيد وإن لم يقصد المعنى الفاسد.
والله تعالى أعلم.
كتبه/ د. محمد بن سعد الهليل العصيمي / كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق