————
فمثلاً: إذا حصل لي شيء أفرحني من شخص
و قلت له: أنت أسعدتني و صنعت لي يومي.
هل تجوز هذه اللفظة:
(صنعت لي يومي)
أم تعتبر هذه اللفظة من الشرك؟
——-
الصنع يمكن أن يكون من البشر، وفي الصحيح: (الذين يخلقون هذه الصور، يقال لهم يوم القيامة أحيوا ما خلقتم) أي: يصنعونها، فالخلق ههنا بمعنى الصنع، أي يحولونها من شيء إلى شيء، فالصنع: الذي هو تحويل الشيء من شيء إلى شيء، هذا يمكن أن يكون من البشر.
وصنع اليوم بمعنى تحويل زمانه من حال عادي إلى حال سرور له، لا بأس به.
والقاعدة: حذف ما يعلم جائز.
وأما الخلق، وهو الإيجاد من العدم، هذا لا يكون إلا من الله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ}
ومن اعتقد أن مع الله خالقاً غير الله تعالى يوجد الشيء من العدم، فقد أشرك شركاً أكبر يخرج من الملة، وخالف توحيد الربوبية: فالخالق المالك المدبر هو الله تعالى.
وليست هذه اللفظة من رفع السبب فوق مرتبته، أو يعتقد الإنسان أنها سبب في إحداث ما لا تحدثه، لأن كل من جعل سبباً لم يجعله الله سبباً لا شرعاً ولا حساً فقد أشرك شركاً أصغر -كما تقدم في القواعد- بل هذا من التفاؤل والاستبشار والطمأنينة وانشراح الصدر والتفاول الحسن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره التشاؤم ويحب الفأل، فإذا فرض أن المقصود هو جعلها سبباً لم يكن سبباً لا شرعاً ولا حساً، فقد وقع في الشرك الأصغر.
والله تعالى أعلم.
كتبه/ د. محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق