إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

السبت، 19 فبراير 2022

حكم رد السلام بمرحباً: حكم رد السلام بهلا // لفضيلة الشيخ د. محمد بن سعد الهليل العصيمي -حفظه الله-.


 حكم رد السلام بمرحباً:

حكم رد السلام بهلا :

—————

الخلاصة :  تحية الإسلام هي السلام؛ وهي الأفضل والأتم ولكن لو حياه بغير ذلك جاز .

——————-


١ - قال تعالى :( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ).


٢ - في صحيح البخاري  عن عبدالله بن عباس قال: كنت أقعد مع ابن عباس يجلسني على سريره فقال: أقم عندي حتى أجعل لك سهما من مالي، فأقمت معه شهرين، ثم قال: إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم قال: من القوم، أو من الوفد؟ قالوا: ربيعة، قال: مرحبا بالقوم، أو بالوفد، غير خزايا ولا ندامى فقالوا: يا رسول الله، إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر الحرام، وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، فمرنا بأمر فصل، نخبر به من وراءنا، وندخل به الجنة، وسألوه عن الأشربة: فأمرهم بأربع، ونهاهم عن أربع أمرهم: بالإيمان بالله وحده، قال: أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخمس ونهاهم عن أربع: عن الحنتم والدباء والنقير والمزفت، وربما قال: المقير، وقال: احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم ).


فيه : مشروعية الترحيب بمرحباً والاقتصار عليها .


٣ - صحيح مسلم عن أبي هريرة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)

فيه دليل على أفضلية التحية بالسلام ، ولا يعني ذلك ، عدم جواز غيرها من التحايا .


٤ - في صحيح البخاري : أنَّ أبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بنْتِ أبِي طَالِبٍ، أخْبَرَهُ أنَّه سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ بنْتَ أبِي طَالِبٍ، تَقُولُ: ذَهَبْتُ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَامَ الفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ، قالَتْ: فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَن هذِه، فَقُلتُ: أنَا أُمُّ هَانِئٍ بنْتُ أبِي طَالِبٍ فَقالَ: مَرْحَبًا بأُمِّ هَانِئٍ، فَلَمَّا فَرَغَ مِن غُسْلِهِ، قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا في ثَوْبٍ واحِدٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، زَعَمَ ابنُ أُمِّي أنَّه قَاتِلٌ رَجُلًا قدْ أجَرْتُهُ، فُلَانَ ابْنَ هُبَيْرَةَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قدْ أجَرْنَا مَن أجَرْتِ يا أُمَّ هَانِئٍ قالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: وذَاكَ ضُحًى)

فيه دليل على جواز رد السلام بمرحباً.


٥ -  ورى الترمذي  - وفي إسناده ضعف - عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ قَالَ : قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ جِئْتُ مُهَاجِرًا : " مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ ، مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ ، مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ " فَقُلْتُ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَا أَدَعُ نَفَقَةً أَنْفَقْتُهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ مِثْلَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) 

فيه مشروعية الا قتصار على مرحباً على فرض صحته.

والقاعدة : عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين .


قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بصحيح، لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه من حديث موسى بن مسعود عن سفيان، وموسى بن مسعود ضعيف في الحديث.


٦ - وفي صحيح البخاري : أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَرْحَبًا بابْنَتي، ثُمَّ أجْلَسَهَا عن يَمِينِهِ) الحديث.


ظاهر القصة الاقتصار  اللفظي بموحبا في استقبال الوافد .


٧ - في سنن  النسائي من حديث عاصم بن بشير الحارثي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما دخل فسلم عليه: مرحبا وعليك السلام.


فهذه الأدلة  تدل على مشروعية التحية في الإسلام ، وأفضلها السلام إلقاء ورداً، والأفضل كون الرد أكثر من الالقاء،  كما دلت الأدلة السابقة على مشروعية التحية بغير السلام كمرحباً، والاكتفاء بها ، فإن جمع معها رد السلام كان ذلك أفضل ،وبهذا تجتمع الأدلة ، فلا تعارض بين القول والفعل ، والقاعدة : الجمع بين النصوص واجب ما أمكن .


فإن قيل :  لا بد أن نفرق بين البدء بالسلام ورد السلام فالمسالة هي عن رد السلام والتحية فالأمر فيها ظاهر أن من سلم عليه أحد أو  بادره  بتحية فعليه أن يرد بأحسن منها أو بمثلها لقوله تعالى: ( وإذا حييتم بتحية فحيوا  بأحسن منها او ردوها) 

وما سبق ذكره  هو من إيراد الأدلة في الترحيب لا في  السلام فالظاهر من ألفاظ الأحاديث محل الاستدلال والشاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  مرحبا لمن  أتاه ولم يرد فيها لفظ السلام .


بمعنى : ينبغي التفريق بين تحية القادم وتحية الراد .

وهناك حديث : ( من بدأ بالكلام قبل السلام ؛ فلا تجيبوه)


فالجواب : 

ا - أن في الحديث السابق  حديث أم هاني ( فسلمت عليه، ... ثم قال ( مرحباً بأم هاني)، فهو نص في رد كلمة ( مرحباً) بعد تسليمها عليه .


٢ - أن حكم رد السلام أولى من إلقائه، فما جاز في الرد ففي الالقاء من باب أولى .


 ٣ - أن القصة كاملة، والدين محفوظ، وما كان من الألفاظ مما يترتب عليه حكم شرعي  ، لا يمكن أن تهمل من الراوي.


٤ - لا تعارض بين القول والفعل لكون ذلك صادر من مشكاة واحدة، والفعل المعارض للقول يصرفه من الوجوب إلى الاستحباب، أو من التحريم في النهي إلى الكراهة- كما تقدم تقريره في القواعد -.


٥ - وحديث ( من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه ) ضعيف ، وحكم عليه أبو حاتم وأبو زرعة بأنه باطل.  والله تعالى أعلم.


كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت