حكم إلحاق الخرق والمعجون والفرشاة بالسواك:
حكم المضمضة بالأصبع:
هل يعتبر الخلاف في إجزاء فرشاة الأسنان عن السواك وحصول السنة بها، كالخلاف في إجزاء الخرقة عن السواك وحصول السنة بها، لاتفاق العلة فيهما، وهي التطهير والتنظيف، ويكون هذا من باب تخريج الفروع على الفروع؟
فالخرقة فرع وكذلك فرشاة الأسنان.
—————
تلحق فرشاة الأسنان والخرق بالسواك، من حيث المبالغة في التطهير.
ولكن هي أقل من السواك في بعض المعاني، ولهذا لا تعطى حكم السواك من كل وجه.
وذلك لتميز السواك بالرائحة الزكية، ولكون السواك لا يقتل البكتيريا النافعة، وليس له مضاعفات بخلاف المعجون ونحوه.
فالسنة السواك.
والفرشاة والمعجون تلحق بالسواك في بعض الجوانب.
فتكون في الأفضلية أقل.
والقاعدة: لا يلحق الأدنى بالأعلى إلا إذا تحقق معنى الأعلى في الأدنى -سبقت-
وههنا تحققت بعض المعاني دون بعضها الآخر.
فكون السواك (مطهرة للفم مرضاة للرب)
مع ضعف هذا الحديث، إلا أن القاعدة الأصولية: الأصل في الأحكام التعليل.
-وقد سبق تقريرها في القواعد-.
وقد قال الصحابي عامر بن ربيعة -كما في سنن الترمذي- (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسوك ما لا أحصي وهو صائم).
وفي الحديث: (لولا أن أشق على امتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء) وفي لفظ: (عند كل صلاة).
مع توفر الخرق ونحوها في عهد النبوة.
وكذا يقال: في المضمضة بالأصبع مع الماء في الوضوء: أبلغ في التطهير في الوضوء وغيره من مضمضة الماء بدون تحريك للأصبع معه، ولكنه لا يصل إلى حد السواك مع الماء في الوضوء ونحوه، ولم ترشد به السنة، وذلك لكون السواك يحتوي على تطهير أبلغ وأنفع.
حتى ما يسمى بالبرشام، وهو يشارك السواك في التطهير ولكن لا يصل إلى درجته، ومع ذلك وجوده عند المضمضة أفضل من عدمه مع كونه لا يصل إلى درجة السواك في الاستحباب، فهو أدنى منه مع وجود بعض معانيه.
فتكون المراتب في تطهير الفم عند المضمضة ونحوها -مع وجود الماء- السواك، وأدنى منه مرتبة الفرشاة مع المعجون، ثم الخرق والمناديل، ثم الأصبع، ثم الماء فقط.
والقاعدة: أن الأفضلية مراتب.
كما أن الواجبات مراتب.
مع العلم: أن معجون الأسنان مع الفرشاة كما أنه قد يقتل بعض فطريات الفم النافعة مع قتل الضارة، قد يؤدي تركه إلى مضاعفات لا تكون بترك السواك.
علماً بأن مصلحة استخدام الفراشة والمعجون صباحاً ومساء أعظم من مفسدة تركه، كما يقول الأطباء.
والله أعلم.
كتبه / د. محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق