حكم السهر
حكم السهر : أخرج الشيخان في صحيحيهما عن أبي برزة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - كان يكره النوم قبل العشاء، والحديث بعدها ) وأخرج البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى العشاء ثم دخل بيته فتحدث مع أهله ساعة) . وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن خزيمة وصححه عن عمر بن الخطاب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمر مع أبي بكر في الأمر من أمور المسلمين وأنا معهم ) جاء في الحديث ( وعليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار) وهذا يدل على مشروعية السهر للمسافر وعلى هذا فإن السهر إذا كان في محرم أو غلب على الظن الوقوع في الحرام بسببه كان حراماً كمن غلب على ظنه فوات صلاة الفجر بسببه فهو حرام لأن مالا يتم درء الحرامإلا به فهو واجب قال الله تعالى ( مستكبرين به سامرا تهجرون) أي مستكبرين بالحرم لكونكم من أهله تتسامرون في الأعراض عن القران والقدح فيه .وإذا كان لمصلحة دينية أو دنيوية كمسامرة أهله وضيفة كان مستحباً مالم يترتب عليه أمراً محرماً كما سبق من محادثة النبي صلى الله عليه وسلم لأهله . ًالأصل فيه الكراهة لحديث أبي برزة السابق ( يكره الحديث بعدها ) والصارف له من نهي التجريم الى نهي الكراهة أنه لو كان على التحريم لما جاز لما هو مستحب كما دلت عليه الأدلة السابقة علماً بأن الأصل عند أطلاق الكراهة في الكتاب والسنة هو التحريم .
كتبه فضيلة الشيخ/محمد بن سعد العصيمي -حفظه الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق