حكم الاستنثار ثلاثاً عند الاستيقاظ من النوم :
الاستنثار : استنشاق الماء ثم استخراجه بنفس الأنف .
ذهب جمع من أهل العلم إلى وجوب الاستنثار عند القيام من النوم مطلقاً.
لعموم حديث أبي هريرة في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إذا استيقظ احدكم من نومه فليستنثر ثلاثاً. فإن الشيطان يبيت على خيشومه ).
والأصل في الأمر الوجوب- على خلاف في التفريق بين نوم الليل والنهار- سبق بيانه في حكم غسل الكفين قبل إدخالهما في الإناء-.
وذهب الجمهور إلى الاستحباب بالاستنثار عند الاستيقاظ من النوم لا الوجوب، وهو الأقرب،
لما في رواية في صحيح البخاري ( إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاثاً فإن الشيطان يبيت على خيشومه)
وإذا كان الاستنثار لا يجب في الوضوء الذي منه الوضوء بعد النوم ففي عدم وجوب الاستنثار من النوم الذي لا وضوء بعده من باب أولى.
ومما بدل على عدم وجوب الاستنثار - وكذا المضمضة والاستنشاق - قول النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي الذي قال يا رسول الله : كيف أتوضأ؟ قال: توضأ كما أمرك الله. والله في القرآن لم يأمره بالاستنشاق و الاستنثار والمضمضة ، والقاعدة : تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.
وحديث رفاعة عند أبي داود ( لا تتم صلاة أحد حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله ، فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، ويمسح رأسه ورجليه إلى الكعبين ).
والأنف والفم لا تحصل بهما المواجهة،
والله تعالى أعلم .
كتبه / أبو نجم / محمد بن سعد العصيمي/ كلية الشريعة/ جامعة أم القرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق