حكم الصيام قبل رمضان بيوم أو يومين تطوعاً :
يحرم الصيام قبل رمضان بيوم أو يومين تطوعاً، بلا سبب ، أو صيام معتاد .وبه قالت الشافعية .
لحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم ).
والأصل في النهي التحريم، والشك لا يمكن أن يكون في يومين، فدلّ على أن المراد التطوع .
وذهب الحنابلة وبعض الحنفية إلى الكراهة ، لحديث أم سلمة قالت : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان) وفي لفظ :( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم في السنة شهراً تاماً إلا شعبان كان يصله برمضان ).
فصرفوا النهي في حديث أبي هريرة من التحريم إلى الكراهة بحديث أم سلمة ، وذلك لأن العلة هي الخوف من أن يظن أنه زيادة على رمضان، وهذا مكروه عندهم .
والجواب : ان العلة التي ذكرت : الخوف من أن يظن أنه زيادة على رمضان ، ليست مكروه كراهة تنزيه بل محرمة لحديث عمار رضي الله عنه ( من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ) وهو صريح في التحريم ، ويؤيده النهي في الحديث السابق ( لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون صوماً يصومه أحدكم ).
وأيضاً : حديث أم سلمة فيه ( كان يصوم شعبان ..) وكان تدل على الدوام والاستمرار غالباً ، فيكون حديث أم سلمة داخل في الاستثناء ( إلا أن يكون صوماً يصومه أحدكم ، فلا تعارض بينهما والحالة تلك . أما صيام النفل المطلق الذي لم تجر به عادة فلا يجوز .
وذهب الحنفية والمالكية إلى جواز الصيام قبل رمضان بيوم أو يومين تطوعاً.
لحديث أم سلمة السابق، وسبق الجواب عليه.
وبعد هذا العرض يتبين رجحان القول بالتحريم لمن لمن يكن له سبب أو عادة في النفل لا في الفرض، والله تعالى أعلم .
كتبه / محمد بن سعد العصيمي / كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق