قاعدة :
١ - النص إذا كان يحتمل أكثر من معنى بحسب وضع واحد، ولا تعارض بينهما ، حمل على جميع تلك المعاني .
٢ - النص إذا كان يحتمل أكثر من معنى بحسب أوضاع متعددة ، لم يحمل على جميع تلك المعاني، وذلك لأن الاشتراك في الاسم لا يعني الاشتراك في الحكم .
٣ - ترك الاستفصال في مقام الاحتمال ينزّل منزلة العموم من المقال.
وهذا إذا كان بحسب وضع واحد ، لا بحسب أوضاع متعددة .
فمثال ما كان بحسب وضع واحد : ما جاء في صحيح البخاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن فارة وقعت في سمن ، فقال : ( ألقوها وما حولها وكُلُوا سمنكم ) ولم يفرق بين كون السمن مائعاً أو جامداً ، ولفظ( سئل عن فأرة وقعت في سمن جامد ) فضعيف.
فالسمن يشمل المائع والجامد بحسب وضع واحد .
وكقوله صلى الله عليه وسلم لغيلان الثقفي لما أسلم وتحته عشر نسوة، فقال صلى الله عليه وسلم ( اختر منهن أربعاً وفارق سائرهن )، ولم يفرق بين كونهن بعقد واحد، أو بعقود مختلفة ، لأن من أهل العلم من يرى صحة العقود الأربعة، ويبطل ما زاد على ذلك، والأقرب : أن من أسلم وتحته أكثر من أربع يختار منهن أربعاً، ويفارق سائرهن ، لأن اللفظ يشمل ما كان بعقد أوعقود، بحسب وضع لغوي واحد، لا بحسب أوضاع لغوية مختلفة .
@ وما كان بحسب أوضاع مختلفة فإن النص لا يحمل على تلك المعاني المختلفة، وذلك كالعين فإنها تطلق على العين الباصرة ، وعلى الجاسوس، وعلى النقد، وعلى نبع الماء، فلا يحمل لفظ العين في النص الواحد على تلك المعاني جمعياً، لأن الوضع اللغوي للعين له عدة إطلاقات لغوية متباينة .
وكذا القرء، يطلق ويراد به الطهر في لغة العرب ، ويطلق ويراد به الحيض، وهما إطلاقان متباينان متعارضان، فلا يحمل اللفظ على المعنيين معاً، وإنما يحدد المراد منهما السياق أو الأدلة والقرائن .
وكذا الكلب في اللغة له إطلاقان أو أكثر، فيطلق ويراد به الكلب المعروف، ويطلق ويراد به السبع،
وفِي الحديث ( إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات) لا يدخل في ذلك السبع إذا ولغ في الإناء ، لأن الاشتراك في الاسم لا يعني الاشتراك في الحكم.
إذاً فما له في لغة العرب أكثر من إطلاق، فإن النص لا يحمل على جميع تلك الإطلاقات .
وما له في اللغة وضع واحد فكل نص يحتمل هذا الإطلاق الواحد المعين ولا يعارض غيره، حمل على جميع احتمالاته الغير متعارضة .
والله تعالى اعلم .
كتبه / أبو نجم / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق