قاعدة: مبدأ اللغات توقيفي.
أي توقيفي بتعليم الله تعالى حيث وقف الخلق على معاني تلك الألفاظ، وهذا هو الأقرب والعلم عند الله تعالى، لقوله تعالى: (وعلم آدم الأسماء كلها). وورد في الحديث: (وعلمك أسماء كل شيء).
خلافاً لمن زعم أنها اصطلاحية، لأن التوقيف يحتاج إلى فهم لكلام الموقف سابقاً على التوقيف، وإلا لم يفهم.
والجواب: أن الاصطلاح لا يحتاج إلى علم سابق، لإمكان الفهم بالإشارة وغيرها، كما يفهم الطفل عن أبويه، ولأن الله تعالى قادر على أن يخلق في الإنسان علماً ضرورياً يعرف به معاني الألفاظ من غير فهم سابق.
* ويترتب على هذا الخلاف:
من قال لزوجته: كيف حالك.
يقصد بهذه اللفظة الطلاق.
فمن قال بأن مبدأ اللغات توقيفي، قال: لا يقع طلاقه، لأن اللفظ لا يحتمله صريحاً ولا كناية، فيكون وجود هذا اللفظ كعدمه.
ومن قال بأن مبدأ اللغات اصطلاحي: أوقع الطلاق بهذا اللفظ إن نوى به الطلاق.
والأول أرجح كما سبق.
* وقد قررنا في القواعد قاعدة: أن كل منكر لشيء من الدين بلا تأويل سائغ لا يعذر بذلك.
ولهذا كفر أهل السنة والجماعة غلاة الجهمية الذي أنكروا الصفات بلا تأويل سائغ.
فقالوا: الله سميع بلا سمع، بصير بلا بصر، وهكذا بقية الصفات.
وعقيدة أهل السنة والجماعة: إثبات ما أثبته الله لنفسه من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تمثيل ولا تكييف، (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
والله تعالى أعلم وأحكم.
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة/ جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق