موقع : صلوا في بيوتكم من الأذان عند وجود العذر من الصلاة في المساجد :
—————
الحيعلة : تطلق على لفظة : حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، وقد تطلق على إحداهما، والأعم الأغلب هو الأول .
والقاعدة : العبرة بالأعم الأغلب ، لا بالقليل والنادر .
مع أن لفظة صلوا في بيوتكم ، أو صلوا في رحالكم ، أو ألا صلوا في رحالكم ، غير متعبد بلفظها، ولهذا تجوز بهذه الألفاظ الثلاثة التي وردت بها النصوص، وتجوز بغير اللغة العربية لمن لا يفهم المعنى العربي، ولا يتابع المؤذن عند قولها .
* ومتى تقال هذه الزيادة - صلوا في بيوتكم - في الأذان :
* ١ - يجوز أن تقال بعد الانتهاء من الأذان ، فيكون الأمر في حي على الصلاة : للا ستحباب لا للوجوب .
* ويؤيد ذلك حديث ابن عمر في الصحيحين "أَذَّنَ ابْنُ عُمَرَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ بِضَجْنَانَ ، ثُمَّ قَالَ: صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ ، ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِهِ : " أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ " فِي اللَّيْلَةِ البَارِدَةِ ، أَوِ المَطِيرَةِ ، فِي السَّفَرِ" .
*
٢ - ويجوز أن تكون هذه الزيادة - صلوا في بيوتكم - في أثناء الأذان بحيث تكون بعد الحيعلتين، وذلك لحديث عند أحمد والنسائي عن عمرو بن أوس: " أنبأنا رجل من ثقيف أنه سمع منادي النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني في ليلة مطيرة في السفر - يقول: حي على الصلاة حي على الفلاح صلوا في رحالكم ".
٣ - ويجوز أن تكون هذه الزيادة - صلوا في بيوتكم - بدل الحيعلتين ، بحيث تحذف الحيعلتين ويوضع بدلاً منها صلوا في بيوتكم ، لحديث عبد الله بن عباس في الصحيحين ينهى المؤذن قائلا: " إِذَا قُلْتَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَلاَ تَقُلْ حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، قُلْ: «صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ»، فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا، قَالَ: فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي".
٤ - ويجوز أن تكون هذه الزيادة - صلوا في بيوتكم - بدل : حي على الصلاة ، ويقول المؤذن حي على الفلاح . بحيث يحذف على الصلاة ، ويثبت حي على الفلاح وهذا ما ذهب إليه شيخنا العثيمين ، حيث قال :: " قول حي على الصلاة يعني أقبلوا إلى الصلاة وإذا كانوا معذورين فكيف نقول أقبلوا على الصلاة فنقول بدل حي على الصلاة صلوا في رحالكم ولكن هل نقول حي على الفلاح؟ نعم ربما نقول حي على الفلاح لأن الإنسان مفلح ولو صلى في بيته والحديث الآن ما فيه إلا حي على الصلاة ".
وهذا يحتمله حديث ابن عباس السابق .
وبناء على ذلك : فالذي يترجح في نظري والعلم عند الله تعالى : أن جميع هذه الأوجه صحيحة، ومن فعل شيئاً منها فلا إنكار عليه ، وذلك لأن النصوص تحتمل كل هذه الأوجه.
والقاعدة : أن النص إذا كان يحتمل أكثر من معنى بحسب وجه ولا تعارض بينها حمل على جميع تلك المعاني- كما سبق بيانه في القواعد - والله تعالى أعلم .
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق