إذا أجهضت المرأة ، فالدم الذي خرج منها هل هو دم نفاس أو دم فساد :
الدم بعد خروج السقط هل يوجب الغسل على المرأة :
————
دم النفاس : هو الدم الذي يخرج مع المولود إذا كان إنساناً.
ولا يكون آدمياً إلا إذا نفخت فيه الروح ، ( ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ).
وفي حديث ابن مسعود مرفوعاً( يجمع أحدكم في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم ينفخ فيه الروح ).
فإذا كان في خلال ثمانين يوماً فهذا علقة ، قطعة دم ، فإذا سقط فهو دم فساد لا يوجب الغسل على المرأة ، وكذا إذا كان قطعة لحم غير متخلقة ، فهو قطعة لحم سقطت ولا توجب الغسل على المرأة، وأما إذا خرجت متخلقة وتقينت بأن هذا السقط أقل من أربعة أشهر : فمن أهل العلم من أوجب عليها الغسل، وحكم بأن هذا الدم الذي خرج معها والحالة تلك دم نفاس أخذاً بالظاهر ، وهو أن تلك القطعة من اللحم قد تشكلت على خلق إنسان ، فيكون له حكم الآدمي إذا ولد ومعه الدم ، فيجب عليها الغسل من النفاس .
ومن أهل العلم من لم يوجب عليها الغسل والحالة تلك ، لأن الإنسان لا يسمى إنساناً أوآدمياً إلا بعد نفخ الروح فيه، والنفخ لا يكون إلا بعد أربعة أشهر، وقبل ذلك فهو قطعة لحم حتى وإن تشكلت، وهذا أقرب، والغسل أحوط .
وبناء عليه : فإن هذا الدم دم فساد لا يوجب الغسل .
وإن خرج الجنين ولم يخرج معه دم ، وإن كان هذا نادراً، فهل يجب عليها الغسل والحالة تلك ، من أهل العلم : من لم يوجب عليها الغسل ، لأن الغسل من أجل خروج الدم مع ولادة الآدمي، وهذه لم يخرج منها دم فلا يجب عليها الغسل .
ومنهم من أوجب عليها الغسل ، لأن النادر لا حكم له، ولأن المرأة عند الولادة لا تخلو من دم ولو كان يسيراً.
والأول أقرب : لأن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً، ولأن الدم أذى ، فإذا وجد الأذى وجد الحكم ، وإذا انتفى الأذى انتفى الحكم .
والقول الثاني أحوط وأبرأ للذمة .
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة ام القرى / مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق