إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

السبت، 29 أبريل 2023

حكم الشرب عند الأذان إذا كان الإناء في يدك // لفضيلة الشيخ د. محمد بن سعد الهليل العصيمي -حفظه الله-.

 



حكم الشرب عند الأذان إذا كان الإناء في يدك :

———————-

لا يجوز للمسلم أن يشرب أو يأكل إذا سمع النداء ، ولو كان الإناء في يده بعد ما تبين له طلوع الفجر الصادق ،- يثيناً أو غلبة للظن - بل يجب عليه الإمساك فوراً متى علم ، فإن علم أن المؤذن سبق في الأذان عن وقت الفجر الصادق جاز له الأكل والشرب حتى طلوع الفجر الصادق ، وإن لم يعلم اكتفى بالمؤذن .

لقوله تعالى :( وكلوا وأشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) والمراد به بياض النهار وسواد الليل .


ولما روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ بِلاَلًا يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ» .

فعلق الحكم بالأذان - أذان الفجر الصادق - لمن لم يتبين له الفجر الصادق من عدمه .


وأما حديث أبي هريرة عند أبي داود وغيره مرفوعاً:( إذا سمع أحدكم النداء، والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته ).

فهو حديث ضعيف مرفوعاً، ومعلول .

والعلة : سبب خفي يقدح في صحة الحديث مع أن الظاهر السلامة منه .


فقد روى أبو داود : :حدثنا عبد الأعلى بن حماد،حدثنا حماد،عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "إذا سمع أحدكم النداء، والإناء على يده، فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه ".


وأخرجه الدارقطني من طريق أبي داود.


*وأخرجه الحاكم من طريق الحسن بن سفيان،عن عبد الأعلى بن حماد به بلفظه.


*وأخرجه أحمد والحاكم من طرق عن حماد بن سلمة به بلفظه.


*وأخرجه أحمد وابن جرير عن أحمد بن إسحاق الأهوازي، والبيهقي من طريق أحمد بن عبيد الله النرسي، ومحمد بن أحمد الرياحي، (أحمد، والأهوازي، والنرسي، والرياحي) عن روح بن عبادة، عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظه، لكن زاد أحمد، والأهوازي، والرياحي في حديثهم: " وكان المؤذن يؤذن إذا بزغ الفجر ".


*وعلقه ابن حزم في المحلى عن حماد بن سلمة،عن حميد،عن أبي رافع أو غيره،


عن أبي هريرة موقوفاً بلفظ:" أنه سمع النداء، والإناء على يده، فقال: أحرزتها ورب الكعبة ".


*وأخرجه أحمد عن غسان بن الربيع البصري،عن حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد، عن الحسن مرسلاً بلفظه.




وبناء على ذلك فإن إسناد أبي داود متصل ورجاله ثقات،سوى محمد بن عمرو، فإنه صدوق له أوهام.


وحديث الباب صححه الحاكم، وجوّد إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة .


وقال أبو حاتم الرازي – كما في العلل لابنه عن طريق حماد عن محمد بن عمرو: " ليس بصحيح "، ولم يبين أبو حاتم سبب ذلك، وهناك أسباب يمكن أن يعزى إليها عدم تصحيحه للحديث وهي:


1 – تفرد حماد عن محمد بن عمرو بن علقمة بالحديث.


2 – رواية الحديث عن حماد على أوجه مختلفة وهي أربعة – كما تقدم في التخريج.


3 – خطأ حماد في الإسناد الآخر، وهو روايته عن عمار بن أبي عمار، قال أبو حاتم:


" أما حديث عمار فعن أبي هريرة موقوف، وعمار ثقة " ا هـ.


فهذه إشارة من أبي حاتم إلى وهم حماد في رفعه – والله أعلم – ويؤيد هذا أن حماداً قد اختلف عليه – كما تقدم – فكأنه لم يضبط هذا الحديث.


وأما قول شعبة: كان حماد يفيدني عن عمار بن أبي عمار، وقول ابن المديني: هو أعلم الناس بثابت، وعمار بن أبي عمار – كما في السير 7/ 445،446 – فلا ينافى ما ذهب إليه أبو حاتم من تعليل الوجه المرفوع، إذ يحمل ثناء شعبة وابن المديني عليه على العموم، وكلام أبي حاتم مستثنى من هذا العموم ليتم الجمع بين أقوال الأئمة ما دام ذلك ممكناً.


هذا، وقد جاء معنى هذا الحديث عن جماعة من الصحابة ومنهم:


1 – جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

أخرجه أحمد من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزبير قال: سألت جابراً عن الرجل يريد الصيام، والإناء على يده ليشرب منه، فيسمع النداء؟ قال جابر: كنا نتحدث أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ليشرب ".


وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن الهيعة، وقد تقدم الكلام عليه مراراً، ولم أقف على من تابعه.


2 – بلال بن رباح رضي الله عنه:


أخرجه أحمد وغيره من طريق أبي إسحاق السبيعي،عن عبد الله بن معقل المزني، وفي من طريق شداد مولى عياض بن عامر، كلاهما (عبد الله، وشداد) عن بلال ـ رضي الله عنه – " أنه جاء إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- يؤذنه بالصلاة، فوجده يتسحر في مسجد بيته " هذا لفظ حديث شداد.


وإسنادا الإمام أحمد فيهما ضعف، أما الطريق الأول، ففيه عنعنة أبي إسحاق وهو مدلس، ولم أقف له على طريق صرّح بالسماع، وأيضاً فلم أقف على ما يبين إداراك عبد الله بن معقل لبلال.


وأما الطريق الثاني فهو منقطع، لأن شداداً لم يدرك بلالاً، كما قال أبو داود وغيره،وهو أيضاً لا يعرف، كما نقله ابن حجر عن الذهبي في تهذيب التهذيب .

ولذا قال الحافظ في التقريب /264: " مقبول، يرسل ".


وقال العلامة ابن القيم في "حاشية السنن":

(هذا الحديث أعله ابن القطان بأنه مشكوك في اتصاله. قال: "لأن أبا داود قال أنبأنا عبد الأعلى بن حماد أظنه عن حماد عن محمد بن عمرو عن أبي هريرة فذكره) ا.هـ


وبهذا يتبين ضعف هذا الحديث، وهو مخالف لنص الآية السابقة، وللحديث الصحيح السابق عند البخاري.

ولا تعارض بين صحيح وضعيف، والله أعلم .


محمد بن سعد الهليل العصيمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت