قاعدة : العبرة بالمنظور لا بالمنتظر .
أي أن الإنسان مكلف بما ينظر لا بما ينتظر.
إذ أن العبرة في الأمور بالمنظور لا بالنتظر.
ويدل لهذه القاعدة قوله تعالى : ( وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ...).
فعلق حكم القصر على وجود السفر ، أما إذا عزم ولم يُسافر ،لم يجز له القصر ، ولهذا لمّا اجتمع الناس في المدينة ليحجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر في مسجده أربعاً- لأنه لم يسافر بعد - وصلى في ذي الحليفة العصر ركعتين - لأنه شرع في السفر -
.
ولقوله صلى الله عليه وسلم ( من أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ..). أي وقت مجيئه لكم ، ننظر لدينه وخلقه ، وقد تتغير الأحوال، ولكن العبرة بالمنظور الحالي لا بالمنتظر المستقبلي لا ندري ماسيحدث فيه ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ..).
وقال تعالى ( فلم تجدوا مآء فتيمموا ). وقد يوجد الماء بعد ذلك ، ولكن العبرة بالمنظور - كما سبق - .
ولحديث بنت قيس قالت : يا رسول الله ، إن أبا الجهم ومعاوية خطباني ، فقال صلى الله عليه وسلم ( أما أبو الجهم فلا يضع العصى عن عاتقه ، وأما معاوية فصعلوك - فقير _ لا مال له ، أنكحي أسامة ). مع أن معاوية بعد ذلك كان ملكاً وله ثروة عظيمة .
فالعبرة بالمنظور : أي الظاهر لنا ، لا الباطن .
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل المنافقين معاملة الظاهر ، ويكل سرائرهم إلى الله ، وأنكر على الذي قتل الرجل الذي قال : لا إله إلا الله ، لمّا رفع عليه السيف في المعركة، لأن العبرة بالمنظور الظاهر لا بالمنتظر ولا بباطن الأمر، لأنه غير ظاهر لنا .وبهذا تتبين القاعدة الأخرى : أن الحكم بالظاهر لا الباطن.
لقوله صلى الله عليه وسلم ( إنما أقضي بنحو ما أسمع ، فمن قضيت له من حق أخيه شئياً فإنما أقتطع له قطعة من النار). كما أن فيه دليل على أن حكم الحاكم لا يحل الحرام .
قاعدة : حكم الحاكم لا يغير الحكم الشرعي.
كتبه / محمد بن سعد العصيمي / كلية الشريعة / جامعة أم القرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق