كيفية الصلاة على الميت:
روى النسائي وغيره عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: (السنة في الصلاة على الجنازة: أن يكبر، ثم يقرأ بأم القرآن، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يخلص الدعاء للميت، ولا يقرأ إلا في التكبيرة الأولى، ثم يسلم في نفسه عن يمينه) وصححه ابن حجر في الفتح، وهو مرسل صحابي.
١- ويشهد له في ذكر الفاتحة: ما رواه البخاري، عن طلحة بن عبدالله بن عوف قال: صليت خلف ابن عباس على جنازة، فقرأ فاتحة الكتاب، فقال: (لتعلموا أنها سنة).
٢- ويشهد له في الدعاء للميت: ما رواه مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فحفظت من دعائه: (اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة، وقه فتنة القبر، وعذاب النار).
٣- ويشهد لكون التكبيرات أربع: ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم: نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى، فصف بهم، وكبر عليه أربعاً).
٤- ويشهد للتسليم: حديث (تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم) وهي تسمى صلاة.
والقاعدة: المطلق يصح على أقل ما يتناوله اللفظ. وتسليمه واحدة، تحلل الصلاة.
وفِي حديث عوف بن مالك السابق، وفيه (صلى على جنازة) دليل على أنها صلاة، فتثبت لها أحكام الصلاة من الطهارة والتسليم ونحوهما.
ويشهد له أيضاً: حديث ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﻪ: "ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺯﺓ، ﻓﻜﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﺎ، ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭاﺣﺪﺓ" رواه اﻟﺤﺎﻛﻢ.
قال العلامة الألباني ﻭﻳﻘﻮﻳﻪ ﻋﻤﻞ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﻪ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻘﺒﻪ: "ﻗﺪ ﺻﺤﺖ اﻟﺮﻭاﻳﺔ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ، ﻭﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻭﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻭﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻭﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻭﻓﻰ، ﻭﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺎﺯﺓ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﻭاﺣﺪﺓ" أ. هـ.
ﻭﻗﺪ ﻭاﻓﻘﻪ اﻟﺬﻫﺒﻲ، ﻭﺃﺳﻨﺪ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻏﺎﻟﺐ ﻫﺬﻩ اﻻﺛﺎﺭ، ﻭﺯاﺩ ﻓﻴﻬﻢ "ﻭاﺛﻠﺔ اﺑﻦ اﻻﺳﻘﻊ ﻭﺃﺑﻲ ﺇﻣﺎﻣﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ". وفِي حديث أبي أمامة السابق ( يسلم في نفسه) أي سراً لا جهراً، لأن الكلام في النفس بلا كلام لا يعتبر تسليماً حتى يتلفظ به.
٥- ويشهد للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة على الجنازة: الأدلة التي دلت على مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي الدعاء.
والله تعالى أعلم.
تنبيه: ليس في صلاة الجنازة، دعاء استفتاح.
كتبه / محمد بن سعد بن الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق