قاعدة: المشبه به أفضل من المشبه فيما فيه التشبيه.
يقال: زيد كالبدر، فيكون المشبه به أفضل من المشبه في الجمال.
فإن قيل: الإجماع منعقد على أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء وقال عن نفسه: (أنا سيد بني آدم ولا فخر).
فهل يعارض هذا قوله في التشهد صلى الله عليه وسلم: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم).
بحيث يقتضي أن صلاة الله عز وجل على إبراهيم أكمل وأتم منها على محمد صلى الله عليه وسلم بحيث يكون إبراهيم أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم وهذا خلاف الإجماع، فتكون القاعدة غير منضبطة.
فالجواب: أن القاعدة على إطلاقها، وهذا الإشكال السابق يجاب عنه من عدة أوجه:
١- أن الكاف في: (كما صليت على إبراهيم) للتعليل لا للتشبيه، والكاف في لغة العرب كما تأتي للتشبيه تأتي للتعليل.
٢- أن المشبه مجموع الصلاة على محمد وآله بمجموع الصلاة على إبراهيم وآله، وفي آل إبراهيم معظم الأنبياء فالمشبه به أقوى من هذه الحيثية.
٣- أن التشبيه وقع لأصل الصلاة بأصل الصلاة لا للقدر بالقدر.
٤- أن الصلاة عليه كانت ثابتة له، والسؤال إنما هو باعتبار الزائد عن القدر الثابت، وبانضمام ذلك الزائد المساوي أو الناقص إلى ما ثبت تصير أعظم قدراً.
٥- أن مراده صلى الله عليه وسلم أن يبقى له لسان صدق في الآخرين كإبراهيم.
٦- أنه كان ذلك منه قبل أن يعلمه الله أنه أفضل من إبراهيم.
٧- أنه من جملة آل إبراهيم وكذلك آله، فالمشبه هو الصلاة عليه وعلى آله بالصلاة على إبراهيم وآله الذي هو من جملتهم، فلا ضير في ذلك.
٨- ثم لو فرض أن هناك مزية لابراهيم فالمزية في شيء لا تقتضي الأفضلية المطلقة، كما في القاعدة فموسى يبعث قبل النبي صلى الله عليه وسلم، وإبراهيم أول من يكسى يوم القيامة، كل هذه مزايا محددة لا تستلزم الأفضلية المطلقة.
أبو نجم / محمد بن سعد العصيمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق