أفعال النبي ﷺ تنقسم إلى خمسة أقسام :
القسم الأول : مافعله النبي ﷺ موافقاً للعادة
فهذا القسم لانقول بوجوبة ولا إستحبابة ، فلا حكم له في حد ذاته، ولكن قد يتعلق الحكم بصفته أو سببه.
كموافقة العادة فيما لم ترد به سنة يعتبر سنة، لقوله صلى الله عليه وسلم
frown رمز تعبيري
من لبس ثوب شهرة ألبسه الله ثوب مذلّة يوم القيامة).
فالقاعدة : أن كل مالم ترد به سنة ، فالسنة فيه موافقة العادة .- لما سبق-
وكلبس الرداء والإزار لبسة النبي ﷺ موافقاً للعادة .
لأن العرب كانوا يلبسون الرداء والإزار . وأيضاً : إطالة الشعر ، أطال النبي ﷺ شعره لأن العرب كانوا يُطيلون شعورهم، لحديث أنس في الصحيحين ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعره منكبيه. وفيهما أيضاً من حديث أنس ( كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أذنيه وعاتقه . وعند مسلم ( كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه).
ولكن السنة إذا أطاله أن يكرمه ، لما رواه أبو داود عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان له شعر فليكرمه).
وحسنه الحافظ ابن حجر في الفتح.
وإذا لبس الثوب مسبلاً خيلاء حرم بسبب وجود الخيلاء، أو لبسه على صفة اشتمال الصمّاء كره بهذه الصفة.
القسم الثاني : مافعله النبي ﷺ بمقتضي الجِبِلَّة ، كالأكل والشرب والنوم .
وهذا لاحكم له في حد ذاتة ولكن قد يكون له صفة أو سبب تقتضية فيختلف حكمه بختلاف السبب أو الصفة.
فالنوم جبلة للإنسان ، فلاحكم له في حكم ذاته ، ولكن إذا وجد سبب كأن يتعمد بنومه أن ينام عن الصلاة المفروضة حتى يخرج وقتها ، خرج من الإسلام .
أو وجدت صفة : كأن ينام على شقه الأيمن كانت هذه الصفة مستحبة.
القسم الثالث : مافعله النبي ﷺ بياناً لمجمل .
فإن كان المجمل واجباً كان بيانه واجباً، وإن كان المجمل مستحباً كان بيانه مستحباً.
كقوله ﷺ ( صلوا كما رأيتموني أُصلي )
منه ماهو واجب ومنه ماهو مستحب
بحسب الأدلة. وكذا ( خذوا عني مناسككم).
القسم الرابع : مافعله النبي ﷺ مما هو من خصائصه كنكاح الهبة : أن يتزوج الرجل المرأة بلا مهر، فهذا لا يجوز إلا للرسول صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : ( وَامرَأَةً مُؤمِنَةً إِن وَهَبَت نَفسَها لِلنَّبِيِّ إِن أَرادَ النَّبِيُّ أَن يَستَنكِحَها خالِصَةً لَكَ مِن دونِ المُؤمِنينَ )
القسم الخامس : مافعله النبي ﷺتعبداً لله عز وجل . هذا مجرد فعل ، ومجرد الأفعال تدل على الإستحباب ، كحديث عائشة عند مسلم : سئلت عائشة رضي الله عنها : بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت : بالسواك) .
كتبه / محمد بن سعد العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى/ مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق