إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 13 فبراير 2018

@ حكم قول : الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه//لفضيلة الشيخ د.محمد بن سعد العصيمي - حفظه الله


@ حكم قول : الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه :- 

النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى ما يقوله المؤمن حينما يصاب بشيء يكرهه " الحمد لله على كل حال " 
فلا شك أن عبارة " الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه" إذا كانت من باب الإخبار والتعليم بأنه لا أحد يحمد على ما يقدره من مكروه إلا الله فلا إشكال فيها.
وأما أن تصبح من باب العبارات التي يقولها المؤمن كلما أصيب بمكروه فلا شك أنها عبارة لا تليق، وأقل أحوالها أن يقال فيها  مخالفة للسنة .
@ ففرق بين الكراهية لفعل الرب الذي هو صفته  والكراهية لفعل الرب الذي هو مفعوله .
فكراهية فعل الرب الذي هو صفته لا تجوز مطلقاً.
والكراهية لفعل الرب الذي هو مفعوله ، ليست شراً محضاً مطلقاً .ويجوز لقلب المؤمن أن يكره المفعول الذي يراه عليه شراً، ولا يتسخط  من القضاء والقدر عليه .
فعدم الرضا القلبي بالمفعول في القضاء والقدر، وقع فيه خلاف بين أهل السنة والجماعة على قولين، الوجوب ، والاستحباب ، ورجح ابن القيم الاستحباب لا الوجوب.

@ وهل  يجب على المسلم  أن يحب ما يقدره الله عليه من مصائب ومكاره.
فيه خلاف مشهور ، قيل : يجب ،  و قيل : يستحب ولا يجب، وهو الأقرب .، ولكن التسخط على قضاء الله وقدره هذا هو المحظور.

وحينئذ يجب التفريق  بين الكره للمصائب الذي محله القلب ولا يمكن دفعه ولا يتعلق به تكليف.
وبين التصريح بالكره والذي محله اللسان ، فهذا يمكن التزامه لأنه مما يدخل تحت القدرة .

فالحب والكره الطبيعيان ليس مما يدخل تحت القدرة، فالتكيلف لا يناط بهما.
لذلك العبد مطالب بالتسليم والرضا مما يدخل تحت القدرة وأما حب ما جرت الفطرة بكرهه، فهذا من التكليف بما لا يدخل تحت القدر، وفي البخاري من حديث أنس عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قالت عائشة أو بعض أزواجه إنا لنكره الموت قال ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه كره لقاء الله وكره الله لقاءه  .

@ وعلى هذا فإنما يمنع من هذه العبارة ( الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ،  ما كان على وجه التسخط وعدم الرضا فقط .

@ وفرق بين  مقام الوعظ، ومقام العلم   والقاعدة العقدية : أن نصوص الوعد و الوعيد يجب القول باطلاقها وعمومها . 

فمثلاً :لو أردت أن تنهى زاني عن الزنى فإنك تقول لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن فتنفي الإيمان عنه دون حاجة للتفصيل كما هو نص الحديث 

لأن التفصيل والتقسيم يبطل فائدة الوعظ ويهون من أثر الوعيد و يجرأ الزاني على الزنا والمطلوب كفه وزجره لا الإذن له

ولا يصار إلى التفصيل إلا لمقتضي علمي كأن يفهم من إطلاق الوعيد التكفير .
وكذا حديث ( من غشنا فليس منا )

فلابد أن نفرق بين مقام البحث والنظر ومقام الوعظ والأثر بين مقام الحجة والبرهان ومقام التربية والوجدان . والله تعالى أعلم .

أبو نجم / محمد بن سعد العصيمي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت