إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الخميس، 11 أبريل 2019

حكم دفن رجلين فأكثر في قبر واحد، حكم الصلاة على شهيد المعركة، وحكم تكفينه// لفضيلة الشيخ د. محمد بن سعد العصيمي -حفظه الله-.


حكم دفن رجلين فأكثر في قبر واحد: 
حكم الصلاة على شهيد المعركة، وحكم تكفينه:
-------
روى البخاري في صحيحه، عن جابر رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثم يقول: (أيهم أكثر أخذاً للقران؟) فيقدمه في اللحد -يكون التقديم إلى جهة القبلة- ولم يغسلوا، ولم يصل عليهم).

وروى البخاري ومسلم عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم: (خرج يوماً فصلى على أهل أحد صلاته على الميت). 
وفيه رد على من قال بأن الصلاة على قتلى أحد مجرد دعاء فقط.

وروى أحمد بسند صحيح عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قتلى أحد: (لا تغسلوهم، فإن كل جرح، أو كل دم يفوح مسكاً يوم القيامة).

* وقد كثرت النصوص بما حدث في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من دفن كل  مسلم في قبر مستقلاً عن غيره من الأموات، كما حدث للمرأة التي كانت تقم المسجد، وفِي دفن سعد بن معاذ، وغير ذلك كثير، ولكن ما حكم ما لو جمع اثنين أو أكثر في قبر واحد:
فذهب الحنابلة في المشهور من مذهبهم، ومن وافقهم: إلى أن الأصل في ذلك التحريم، ولا يجوز ذلك إلا للضرورة كما في حديث جابر في قتلى أحد.
وذهب آخرون: إلى كراهة ذلك من غير حاجة.
وعند وجود الحاجة، ككثرة القتلى من المسلمين، أو صعوبة الحفر أو نحو ذلك فلا كراهة، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
والذي يظهر لي والعلم عند الله تعالى، جواز دفن اثنين أو أكثر في قبر واحد بلا تحريم ولا كراهة، وإنما هو خلاف الأولى، وتركاً للسنة من انفراد كل مسلم بقبر.
والقاعدة: لا يلزم من ترك المسنون، الوقوع في المكروه.
وعند وجود الحاجة أو الضرورة يعذر الإنسان بترك المسنون أيضاً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مرض العبد أو سافر، كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً).
ولأن القول بالكراهة يلزم منه وجود نهي عن قبر اثنين فأكثر في قبر واحد، والله أعلم.

* وذهب مالك والشافعي وأحمد: أن الشهيد لا يصلى عليه. لحديث جابر السابق في قتلى أحد: (ولم يغسلوا ولم يصلى عليهم).
وذهب أبو حنيفة ورواية عن الإمام أحمد: أن الشهيد يصلى عليه، لحديث عقبة بن عامر السابق وفيه: (فصلى على أهل أحد صلاته على الميت).
والذي يظهر والعلم عند الله تعالى: أنه لا حرج في الصلاة عليه، وفِي عدم الصلاة عليه جمعاً بين النصوص.
والأفضل: عدم الصلاة عليه عند دفنه،  فإن صلي على قبره بعد ذلك فلا حرج، وبهذا تجتمع الأدلة، والعلم عند الله تعالى.
وأما تكفينه: فإنه يكفن في ثيابه، ويغطى سائر جسده بثوب يستر ما ظهر من جسده.
لحديث مصعب بن عُمير (لما قتل في أحد، وليس معه إلا بردة: إذا غطوا بها رأسه بدت رجلاه، وإذا غطوا رجليه بدا رأسه، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يغطوا رأسه، وأن يجعلوا على رجليه شيئاً من الإذخر ) رواه البخاري ومسلم.
وعليه فإن قتيل المعركة إذا لم تكن له ثياب تغطي سائر جسده، غطي بما أمكن من غير ثيابه، فإن لم توجد الثياب، غطي ما برز من  جسده بورق أو أذخر أو نحوهما.
‎حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم "أمر بدفن شهداء أحد في دمائهم ولم يُغسلهم" رواه البخاري 
‎وإنما تُرك الغُسل ليبقى أثر الشهادة عليهم فإنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والذي نفسي بيده لا يُكلم أحدٌ في سبيل الله والله أعلم بمن يُكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح مسك" رواه البخاري.
‎وروى عبد الله بن ثعلبة أن النبي صلى الله عليه ‎وسلم قال: "زِّملوهم بدمائهم فإنه ليس كلم يُكلم في الله إلا يأتي يوم القيامة يُدمى لونه لون الدم وريحه ريح المسك" رواه النسائي، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

والله تعالى أعلم وأحكم.
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت