من ثابر على أن يصلى اثنتي عشرة ركعة نفلاً في كل يوم، بنى الله له قصراً في الجنة:
فهل من حافظ عليها بني له قصر في الجنة أم من صلى كل يوم بني له بعدد الأيام التي صلاها قصوراً في الجنة؟
-----
قال صلى الله عليه وسلم من حديث أم حبيبة -رضي الله عنها-: "من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعاً بنى الله له بيتاً في الجنة" رواه مسلم.
وهذا اللفظ يفيد أن كل يوم له فضله في الصلاة اثنتي عشرة ركعة من غير الفريضة.
وهذا المعنى يعارضه رواية هذا الحديث عند مسلم أيضاً بلفظ: عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلَّا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ).
رواه مسلم (728)، ومحل الشاهد قوله صلى الله عليه وسلم: (كل يوم).
بل وأصرح منه حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(مَنْ ثَابَرَ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنْ السُّنَّةِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ)،
رواه الترمذي (رقم/414) وقال: حديث غريب من هذا الوجه، ومغيرة بن زياد قد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه. وصحح الحديث الشيخ الألباني في "صحيح الترمذي".
وبناء على ذلك: فإن حديث أم حبيبة الأول يوضحه اللفظ الثاني، والحديث مخرجه واحد، مما يدل على أن تحقق بناء قصراً في الجنة بسبب صلاة المسلم اثنتي عشرة ركعة من غير الفريضة تكون لمن فعل ذلك كل يوم.
فإن لم يفعل اليوم أو اليومين أو العدد القليل من الأيام فالذي يظهر أنه لا يحرم من هذا الثواب العظيم، لأن القاعدة: العبرة بالأعم الأغلب لا بالقليل والنادر.
ويؤيد ذلك لفظ (ثابر) فإن المثابرة تدل على أن العبرة بما يسمى مثابراً، فعدم الفعل في قليل من الأيام لا يخرجه عن مسمى المثابرة.
* ولا يتحقق هذا الفضل لكل يوم على حدة، بحيث يبنى له بعدد فعله لتلك الصلوات في اليوم الواحد قصراً.
والله تعالى أعلم وأحكم.
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق