إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الأحد، 23 مايو 2021

عدد درجات الجنة // لفضيلة الشيخ د. محمد بن سعد الهليل العصيمي -حفظه الله-.


عدد درجات الجنة:

———


ثبت إطلاق أن الجنة مائة منزلة.

(الجنة مائة درجة) في نصوص كثيرة، وكون للشهيد مائة درجة خاصة به، لا ينفي كون الجنة مائة درجة، فله مائة درجة تختص به، وإن كانت الجنة كلها مائة درجة، ولا تعارض بينهما والحالة تلك.

فالمجاهدون يتفاضلون فيما بينهم من المنازل في الجنة من أدنى مراتها إلى أعلى مراتبها (الفردوس الأعلى)  على مئة درجة. 


وروى الترمذي عن معاذ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((من صلى هؤلاء الصلوات الخمس، وصام شهر رمضان كان حقاً على الله أن يغفر له هاجر أو قعد حيث ولدته أمه. قلت: يا رسول الله ألا أخرج فأؤذن الناس؟ قال: ذر الناس يعملون، فإن في الجنة مائة درجة بين كل درجتين منهما مثل ما بين السماء والأرض، وأعلى درجة منها الفردوس، وعليها يكون العرش، وهي أوسط شيء في الجنة، ومنها تفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس)). 


* وذلك أن أوله بين أن دخول الجنة ليس ممنوعا لمن حبس عن الجهاد في سبيل الله، فكأن الناس فرحوا بالبشرى التي شملت أصحاب الأعذار ولما كان الأمر كذلك وفرح الناس ببشرى الجنة. بين النبي صلى الله عليه وسلم أن للمجاهد في سبيل الله منازل يتفاضلون فيها فيما بينهم مقدارها مائة درجة.


* وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهم قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم. قال: بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين)).


* وأخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أن أهل الجنة ليتراءون في الجنة كما تراءون أو ترون الكوكب الدري الغارب في الأفق الطالع في تفاضل الدرجات. قالوا: يا رسول الله أولئك النبيون قال: بلى، والذي نفسي بيده وأقوام آمنوا بالله وصدقوا المرسلين)). 


وفي البخاري  عن أبي هريرة مرفوعاً: ((أن الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين كل درجتين كما بين السماء والأرض. فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة)). 


عن أبي سعيد مرفوعاً: ((إن في الجنة مائة درجة لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم)).

وفي الصحيح: قال صلى الله عليه وسلم: ((جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما)).


* وقال تعالى: (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).

* ففي هذه الآيات: التفاضل بالدرجة متعلق بعمل غير الجهاد وهو الايمان والصدقة قبل الفتح  فكان التفاضل هنا بالفتح لا بنفس الجهاد.

*  وقال تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ).

* ففي الآيات أيضاً بيان اشتراك المجاهد في الدرجات مع غيرهم: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا).

* وفي سورة الرحمن بيان الجنات التي يفاضل بها الناس.


ولا يعارضه (إقرأ ورتل فإن آخر منزلتك عند أخر آية تقرأها) فالمنزلة  لا تعارض الدرجة، فقد تكون كل درجة منازل متعددة.


والقول الثاني: أن عدد درجات الجنة لا حصر لها، ويمكن أن يستدل له بالحديث السابق، (حيث تكون درجته عند آخر آية يقرؤها).

والجواب عنه ما سبق.


ويمكن أن يستدل له بحديث (للشهيد مائة درجة...) وأنها درجات فوق الدرجات المائة، فتكون نظير (لله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة).

والجواب عنه: ما سبق فيما لو فرض التعارض، ولا تعارض كما سبق.


والقول الثالث: أنه لا حصر لدرجات الجنة مذكور لنا في شرعنا.

ويمكن أن يستدل لهم بحديث (من سجد لله سجدة، رفعه الله بها درجة).

وأجيب عنه: بأن الدرجة ههنا بمعنى حسنة، وهذا له نظائر في النصوص الشرعية كثيرة، 

والأول في نظري أقرب، لما تقدم.

والله أعلم.


كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت