—————
هذا اللفظ يحتمل معاني متعددة يختلف المراد به من مجتمع إلى مجتمع:
١- فإن كان المقصود بهذا اللفظ، السؤال بالصفة، أي يسأل الله تعالى بصفته فلا بأس، قال شيخ الإسلام: (إن مسألة الله تعالى بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع). يا رحيم ارحمني، يارب تفعل ما تشاء وتختار: اختر لي، ونحو ذلك، فلا بأس.
وقال تعالى: (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) وفي حديث المغيرة بن شعبة (أنشدك الله إن أمرك رسول الله أن تنظر لما نظرت، وإن أمرك أن لا تنظر فلا تنظر).
وسؤال الناس بالله تركه أولى، لا يسأل الناس بالله ولا بجاه الله، لا يقول: أسألك بالله أو بجاه الله أن تفعل كذا ترك هذا أولى وأحوط، وكذا سؤال الناس بخيرة الله تعالى: (وربك يفعل ما يشاء ويختار) جائز، وتركه أولى.
٢- وإذا كان المقصود: هو دعاءالصفة محرم ولا يجوز، وقال شيخ الإسلام: (إنه كفر باتفاق المسلمين).
لأنك إذا دعوت الصفة جعلتها مستقلة عن الموصوف، والصفة ليست إلهاً ولا رباً، كما أن صفة النبي ليست نبياً، فلا يجوز لأحد أن يدعو صفة الرب سبحانه وتعالى؛ فلا يقول: يا مغفرة الله اغفري لي، ونحو ذلك.
وأما حديث: (يا حي يا قيوم برحمتك استغيث) فالمراد: أنني اجعل رحمتك وسيلة للغوث، تغيثني بها، والمغيث هو الله تعالى وليست هي الرحمة، ولكنها جعلت وسيلة للغوث، فالتوسل بصفات الله تعالى جائز.
وكذا "أعوذ بعزتك"، "أعوذ بعظمتك"، "أعوذ برضاك"، "أعوذ بكلمات الله التامة"، فحقيقته أنه استعاذة بالله متوسلاً إليه بهذه الصفات المقتضية للعياذ.
وأما دعاء الصفة فحرام.
والقاعدة: كل توسل لم يجعله الله ولا رسوله وسيلة فهو حرام.
والقاعدة: دعاء الفعل دون الفاعل نوع من الشرك.
فدعاء فعل من أفعال الله تعالى ليست دعاء للفاعل.
٣- أن يقصد: بذلك أن تستجيب فقد يكون هو الخيرة لك (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) فلا بأس.
٤- يقصد التهديد، لاتفعل هذا الشيء فيكون لك ما لا تتمناه، بمعنى: إن فعلت ذلك وقعت فيما تكرهه نفسك، في غالب ظن المتكلم، فلا بأس به.
كأن يقول لمن هم بضرب رجل، خيرة الله لا تضربه، يعني إذا ضربته لا تلوم إلا نفسك.
والله تعالى أعلم.
كتبه/ محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق