حكم الصلاة في الجماعة مع التباعد في الصف الواحد :
١ - إن جماهير أهل العلم على أن النهي عن الفرجات( حاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولا تدعوا فرجات للشيطان ). للكراهة لا للتحريم .
ويؤيده :
أ - ما حكاه غير واحد من الإجماع أن
النهي عن الصلاة بين السواري في الصف للكراهة .
ب -حديث أبي بكرة لما ركع قبل الصف، وفيه ( زادك الله حرصاً ولا تعد ) ولهذا ذهب الجمهور - خلافاً للحنابلة والظاهرية- إلى صحة صلاة المنفرد خلف الصف ، وأن حديث( لا صلاة لمنفرد خلف الصف) محمول على الكراهة .
- وقد بينا في المدونة : حكم صلاة المنفرد خلف الصف -.
٢ - أن تعارض الضروريات : لا يقدم أصل على أصل مطلقاً ، إلا إذا تساويا في جانب المصالح ودرء المفاسد ، وأما عند الاختلاف ، فهذا يحتاج إلى اجتهاد في العلة من قسم تحقيق المناط . فقد يكون ما يتعلق بضرورة النفس أولى مما يتعلق بضرورة الدين ، ولهذا جاز قول الكفر في الإكراه لدفع إزهاق الروح .
٤ - أن المقصود ذو المصلحة الراجحة إذا تحقق مع وجود مفسدة مرجوحة كان تحقيقه مطلوباً.
٥ - من يرى وجوب الجماعة ، مع الأمن الغالب في الظن من الوباء بالتباعد ووجود الفرجات ، تعارض عنده الواجب - الجماعة - مع المكروهه - وجود الفرجات - فيقدم الواجب على المكروه.
٦ - أن الكراهة تزول مع وجود الحاجة ، والحاجة هنا التحرز من الوباء بالتباعد في الصف.
تنبيه:
١ - عند خوف الوباء ولو مع تباعد الصفوف والمصلين عن بعضهم البعض ، فإن وجوب الجماعة يسقط للعذر ، وهو أولى من سقوط الجماعة عند نزول المطر ونحوه .
٢ - أصدرت بعض الحكومات الإسلامية أمس قرارا يتضمن فتحَ المساجد لصلاة الجماعة، لكن بشرط ارتداء الكمامات وتباعد المصلين في الصفوف- وذلك في وقت انتشار المرض الوبائي : مرض كورونا في عام ١٤٤١ للهجرة .
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق