حكم توقير الكبير وأهل العلم :
حكم تقبيل أنف وجبهة العلماء وكبار السن :
————————-
الخلاصة :
التوقير والاحترام والإكرام والتقدير لم يحدد في الشرع بحد معين، والقاعدة : ما لم يحدد في الشرع فالمرجع في تحديده إلى العرف ، وكل ما يعتبر في العرف ليس تقديراً واحتراماً لهم فهو محرم :( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ، ويرحم صغيرنا).
وما لم يصل إلى حد عدم الإكرام ، ولكن يدخل في الإكرام والتقدير والإجلال فهو مستحب، وكلما زاد كان أفضل مالم يصل إلى حد الغلو والإسراف ومخالفة الشرع.
والقاعدة : الحكم إذا علق على وص قوي بمقدار ذلك الوصف فيه .
—————-
1 - قال صلى الله عليه وسلم :( ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا. ( وفي رواية: ( ويوقر كبيرنا ).
رواه الترمذي، وأبو داود إلا أنه قال: ويعرف حق كبيرنا. صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزياداته، وصحيح الترغيب والترهيب، والأدب المفرد.
2 - وفي رواية: ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه، والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط ) .
رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وحسنه الألباني، والأرناؤوط.
ولفظة :( ليس منا )، قيل : ليس من هدينا وطريقتنا .
وقيل : نبقي اللفظ على طاهره بدون تأويل لما فيه من الزجر والردع مع انعقاد الإجماع على من خالف لا يخرج به من الإسلام بالإجماع ، وهو أقرب.
3 - وروى عبد الرزاق في مصنفه عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: من السنة أن يوقر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد.
4 - وفي حديث حويصة ومحيصة لما تكلم الأصغر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :( كبر كبر ).
5- وفي صحيح البخاري : أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُتِيَ بشَرَابٍ، فَشَرِبَ وعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ وعَنْ يَسَارِهِ الأشْيَاخُ، فَقالَ لِلْغُلَامِ: إنْ أذِنْتَ لي أعْطَيْتُ هَؤُلَاءِ، فَقالَ: ما كُنْتُ لِأُوثِرَ بنَصِيبِي مِنْكَ يا رَسولَ اللَّهِ أحَدًا، فَتَلَّهُ في يَدِهِ).
وهويدل على ما لم يصل إلى حد عدم الاحترام والتقدير عرفاً مستحب وليس بواجب .
6 - في صحيح البخاري من حديث جابر - رضي الله عنه - : (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَجْمَعُ بيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِن قَتْلَى أُحُدٍ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ يقولُ: أيُّهُمْ أكْثَرُ أخْذًا لِلْقُرْآنِ، فَإِذَا أُشِيرَ له إلى أحَدِهِما قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ، وقَالَ: أنَا شَهِيدٌ علَى هَؤُلَاءِ يَومَ القِيَامَةِ، وأَمَرَ بدَفْنِهِمْ في دِمَائِهِمْ، ولَمْ يُغَسَّلُوا، ولَمْ يُصَلَّ عليهم.
7- حديث :( يؤمُّ القومَ أقرؤُهم لكتابِ اللهِ فإن كانوا في القراءةِ سواءً فأعلمُهم بالسُّنةِ ، فإن كانوا في السُّنَّةِ سواءً فأقدمُهم هجرةً ، فإن كانوا في الهجرةِ سواءً فأقدمُهم سِنًّا ).
وهذا يدل على تقدير أهل العلم وتقديمهم أولى من كبير السن ، فكبير العلم مقدم على كبير السن .
وبناء على ذلك فإن تقبيل أنف كبير السن وجبهته مستحب
لما فيه من إجلاله وتقديره وإحترامه ، ومن تواضع لله رفعه الله ، ومن قدر قدر، والجزاء من جنس العمل .
وكذا تقبيل رؤوس العلماء وإجلالهم وإكرامهم ، وهم أولى من كبار السن وأحق بالاحترام والتقدير، والله أعلم .
كتبه / محمد بن سعد المهلهل العصيمي/ جامعة أم القرى / مكة المكرمة ، في شهر الله المحرم لعام 1445 للهجرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق