حكم نظر المصلي إلى غير موضع سجوده في الصلاة :
السنة في موضع نظر المصلي في صلاته :
——-
الخلاصة : السنة النظر إلى الأمام جهة القبلة للمصلي ، فإن نظر إلى موضع سجوده فلا حرج ، ويحرم النظر إلى السماء وهو في الصلاة .
——————
1 - حديث : ﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫا ﺻﻠﻰ؛ ﻃﺄﻃﺄ ﺭﺃﺳﻪ، ﻭﺭﻣﻰ ﺑﺒﺼﺮﻩ ﻧﺤﻮ اﻷﺭﺽ " .
حذيث ضعيف معلول : قال الالباني رحمه الله:
(1) ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﺎﻛﻢ (2/393) ، ﻭﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ(2/283) ، ﻭاﻟﺤﺎﺯﻣﻲ ﻓﻲ " اﻻﻋﺘﺒﺎﺭ " (ﺻ 60) ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﺑﻲ ﺷﻌﻴﺐ اﻟﺤﺮاﻧﻲ: ﺛﻨﻲ ﺃﺑﻲ: ﺛﻨﺎ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﺑﻦ ﻋﻠﻴﺔ
ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:
ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﺇﺫا ﺻﻠﻰ؛ ﺭﻓﻊ ﺑﺼﺮﻩ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء، ﻓﻨﺰﻟﺖ: {اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ
ﺻﻼﺗﻬﻢ ﺧﺎﺷﻌﻮﻥ}
؛ ﻓﻄﺄﻃﺄ ﺭﺃﺳﻪ. ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺤﺎﻛﻢ:
" ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ اﻟﺸﻴﺨﻴﻦ؛ ﻟﻮﻻ ﺧﻼﻑ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ، ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ ﻋﻨﻪ
ﻣﺮﺳﻼ ".
ﻗﻠﺖ (الالباني): ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻘﻂ؛ ﻓﺈﻥ ﻭاﻟﺪ ﺃﺑﻲ ﺷﻌﻴﺐ - ﻭﻫﻮ: ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ
ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻌﻴﺐ - ﻟﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﻟﻪ ﺳﻮﻯ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺧﻪ. ﻭاﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ: ﺛﻘﺔ،
ﻟﻪ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻓﻲ " ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪاﺩ " (9/435 - 437) ، ﻭﻓﻲ " ﻟﺴﺎﻥ اﻟﻤﻴﺰاﻥ ".
ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻤﺮﺳﻞ اﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ اﻟﺤﺎﻛﻢ؛ ﻓﺄﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ:
ﺛﻨﺎ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ - ﻭﻫﻮ: اﺑﻦ ﻋﻠﻴﺔ - ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺎﻝ:
ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﺇﺫا ﺻﻠﻰ ... ﻓﺬﻛﺮﻩ ﺑﻨﺤﻮﻩ؛ ﻭﺯاﺩ:
ﻓﻜﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﺑﺼﺮﻩ ﻣﺼﻼﻩ. ﻭﻗﺎﻝ:
" ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻤﺤﻔﻮﻅ؛ ﻣﺮﺳﻞ ".
ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﺑﻜﻴﺮ، ﻭاﻟﺤﺎﺯﻣﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﺑﻲ ﺷﻬﺎﺏ - ﻭﻫﻮ
اﻷﺻﻐﺮ، ﻭاﺳﻤﻪ: ﻋﺒﺪ ﺭﺑﻪ ﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ -؛ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺎﻝ: ...
ﻓﺬﻛﺮﻩ ﺑﻨﺤﻮﻩ.
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺭﻭاﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ " اﻟﻨﺎﺳﺦ ﻭاﻟﻤﻨﺴﻮﺥ " ﻣﺮﺳﻼ؛ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ " اﻟﻤﻨﺘﻘﻰ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ
اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ " (1/364) . ﻗﺎﻝ:
" ﻭﺭﻭاﻩ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻓﻲ " ﺳﻨﻨﻪ " ﺑﻨﺤﻮﻩ؛ ﻭﺯاﺩ ﻓﻴﻪ:
ﻭﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﺘﺤﺒﻮﻥ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﺑﺼﺮﻩ ﻣﺼﻼﻩ ".
ﻭﻧﺤﻮﻩ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ - ﻛﻤﺎ ﻓﻲ " اﻟﻔﺘﺢ " (2/185) -. ﻗﺎﻝ اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ " اﻟﻔﺘﺢ " (2/184) :
" ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ ". {ﻭاﻧﻈﺮ " اﻹﺭﻭاء " (354) }
.
ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻣﻮﺻﻮﻻ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﺑﻲ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻦ اﻟﺮﻓﺎء اﻟﻬﺮﻭﻱ: ﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ
اﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ: ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﺑﻮ ﺯﻳﺪ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻮﻥ ﻋﻦ اﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ
ﻣﻮﺻﻮﻻ. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ:
" ﻭاﻟﺼﺤﻴﺢ ﻫﻮ اﻟﻤﺮﺳﻞ ". ﻓﺘﻌﻘﺒﻪ اﺑﻦ اﻟﺘﺮﻛﻤﺎﻧﻲ ﺑﻘﻮﻟﻪ:
" ﻗﻠﺖ: اﺑﻦ ﺃﻭﺱ ﺛﻘﺔ، ﻭﻗﺪ ﺯاﺩ اﻟﺮﻓﻊ، ﻛﻴﻒ ﻭﻗﺪ ﺷﻬﺪ ﻟﻪ ﺭﻭاﻳﺔ اﺑﻦ ﻋﻠﻴﺔ ﻟﻬﺬا
اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻮﺻﻮﻻ ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻦ اﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ؟! ".
ﻗﻠﺖ: ﻭاﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﻭاﻳﺔ؛ ﻓﺈﻥ ﺇﺳﻨﺎﺩﻫﺎ ﺻﺤﻴﺢ - ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ -.
ﻭﺃﻣﺎ ﺭﻭاﻳﺔ اﺑﻦ ﺃﻭﺱ؛ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﻭﻫﻮ ﺃﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎﺱ اﻟﻜﺪﻳﻤﻲ، ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ
اﻟﻤﺘﺮﻭﻛﻴﻦ - ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﺬﻫﺒﻲ -، ﻭاﻟﺮاﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻦ اﻟﺮﻓﺎء: ﻭﺛﻘﻪ اﻟﺨﻄﻴﺐ ﻓﻲ
" ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ " (8/172) . ﻭاﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ اﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺳﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺮﺓ، ﻭﻳﻮﺻﻠﻪ ﺃﺧﺮﻯ.
ﻭاﻟﻌﻤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻭﺻﻠﻪ.
ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.
2 - حديث عائشة - رضي الله عنها : " ﻟﻤﺎ ﺩﺧﻞ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻣﺎ ﺧﻠﻒ ﺑﺼﺮﻩ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺠﻮﺩﻩ ﺣﺘﻰ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ " .
حديث ضعيف : ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ (2/283) ، {ﻭاﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ (7/302/2) =
[ 28/294]
ﻋﻦ ﺻﺪﻗﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺩاﻭﺩ اﻟﺨﻮﻻﻧﻲ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻗﻼﺑﺔ اﻟﺠﺮﻣﻲ ﻳﻘﻮﻝ:
ﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺻﻼﺓ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؛ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﻣﻪ
ﻭﺭﻛﻮﻋﻪ ﻭﺳﺠﻮﺩﻩ ﺑﻨﺤﻮ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ - ﻳﻌﻨﻲ: ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ -. ﻗﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ:
ﺭﻣﻘﺖ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﺑﺼﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺠﻮﺩﻩ ... ﻭﺫﻛﺮ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ. ﻗﺎﻝ
اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ:
" ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻱ ".
ﻗال الألباني : ﻭﻋﻠﺘﻪ ﺻﺪﻗﺔ ﻫﺬا، ﻭﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ اﻟﺴﻤﻴﻦ؛ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ " اﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ":
" ﺿﻌﻴﻒ ".
ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻭﻳﻘﻮﻳﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ: : ﺩﺧﻞ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻣﺎ ﺧﻠﻒ ﺑﺼﺮﻩ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺠﻮﺩﻩ ﺣﺘﻰ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ.
ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﺎﻛﻢ (1/479) ، ﻭﻋﻨﻪ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ (5/158) . ﺛﻢ ﻗﺎﻝ:
" ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ اﻟﺸﻴﺨﻴﻦ ". ﻭﻭاﻓﻘﻪ اﻟﺬﻫﺒﻲ. ﻭﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻻ.
ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ (2/284) ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺑﺪﺭ - ﻋﻠﻴﻠﺔ - ﻋﻦ ﻋﻨﻄﻮاﻧﺔ ﻋﻦ
اﻟﺤﺴﻦ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
" ﻳﺎ ﺃﻧﺲ! اﺟﻌﻞ ﺑﺼﺮﻙ ﺣﻴﺚ ﺗﺴﺠﺪ ". ﻗﺎﻝ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ:
" ﻭاﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺑﺪﺭ: ﺿﻌﻴﻒ ". ﻭﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ، ﻭﻗﺎﻝ:
" ﻫﻮ ﻣﺘﺮﻭﻙ. ﻭﻋﻨﻄﻮاﻧﺔ: ﻣﺠﻬﻮﻝ ﺑﺎﻟﻨﻘﻞ، ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻔﻮﻅ ". ﻟﻜﻦ ﻗﺎﻝ اﻟﺸﻴﺦ
ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺎﺭﻱ ﻓﻲ " اﻟﻤﺮﻗﺎﺓ " (2/37) :
" ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ - ﻳﻌﻨﻲ: اﻟﻤﻜﻲ اﻟﻔﻘﻴﻪ -: ﻭﻟﻪ ﻃﺮﻕ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺣﺴﻨﻪ ".
والصحيح أن حديث عاىشة أيضا ضعيف :
ففي العلل لابن أبي حاتم 2/ 119 - 120
(وسألتُ لأبي عن حديث رواه عمرو بن أبي سلمة التنيسي عن زهير بن محمد عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن عائشة، قالت: " دخل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها " *فسمعت أبي يقول: هو حديث منكر*).
والمتامل فيه يلحظ أن ذلك حدث داخل الكعبة
فانكرت عاىشة على من يرفع بصره إلى السقف
وعاىشة لم تدخل مع النبي عليه السلام الكعبة.
ولا ملازمة بين الخشوع وخفض البصر
فالخشوع المقصود هنا محله القلب لا البصر
وانما المنهي عنه هو رفع البصر إلى السماء كما جاء في الحديث فهو مناف للخشوع والخضوع
ولهذا ذهب الأئمة أبو حنيفة وسفيان والشافعي وأحمد إلى أن المصلي حال القيام ينظر إلى موضع سجوده ، لما سبق من الأدلة وفيها ضعف .
وذهب الامام مالك إلى أن المصلي ينظر أمامه
اتجاه القبلة وهو ظاهر صنيع الامام البخاري
حيث ترجم في صحيحه :
باب *رفع البصر إلى الإمام في الصلاة*
للأدلة التالية :
—————
3 - عن عائشة : قال النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف فرأيت جهنم يحطم بعضها بعضا حين رأيتموني تأخرت ) .
فقوله عليه السلام (حيث رأيتموني )
يدل على أنهم كانوا ينظرون إليه أثناء الصلاة ، وأن نظرهم كان تجاه القبلة .
4 - حديث خباب :( أنهم كانوا يعرفون قراءته "باضطراب لحيته) .
ومراقبتهم له ورؤية حركة لحيته دليل على أن بصرهم كان ممدودا إلى الامام لا إلى الأرض .
5 - قال تعالى : ( فول وجهك شطر المسجد الحرام ).
قال العلامة القرطبي عند تفسير {فول وجهك شطر المسجد الحرام}
في هذه الآية حجة واضحة لما ذهب إليه مالك ومن وافقه في أن المصلي حكمه أن ينظر أمامه لا إلى موضع سجوده ))انتهى
وتولية الوجه إلى القبلة ينافي خفضه باتجاه الارض إلى الاسفل
6 - حديث عائشة : : اميطي عني قرامك فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي ) .
وهذا القرام سترت به الباب أو جانبا من الحاىط
وفيه دلالة على أنه نظر إليه
ولذلك قال الفقهاء بتنزيه القبلة عما يلهي المصلي
7 - حديث خباب : إذا قال سمع الله لمن حمده لم يحن أحدنا ظهره حتى يضع جبهته على الارض ) .
يدل على كون نظرهم إلى الأمام - إلى جهة القبلة - لا إلى موضع سجودهم .
وبعد هذا العرض يتبين أن السنة النظر إلى الأمام جهة القبلة للمصلي ، وهو قول مالك خلافاً للجمهور الذين يرون أن السنة للمصلي النظر إلى موضع سجوده ، وأما نظر المصلي إلى السماء وهو في صلاته فحرام - على الأصح - ، لحديث حديثُ أنسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه، عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((ما بالُ أقوامٍ، يَرفعونَ أبصارهمْ إلى السَّماءِ في صلاتهمْ! فاشْتَدَّ قولُهُ في ذلكَ، حتى قال: ليَنْتَهُنَّ عن ذلكَ، أو لتُخْطَفَنَّ أبصارُهُمْ)) .
وحديثُ جابرِ بنِ سمرة رَضِيَ اللهُ عَنْهما عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((لَينتهينَّ أقوامٌ يرفعونَ أبصارَهم إلى السَّماءِ في الصَّلاةِ، أو لا ترجعُ إليهم)) .
والله تعالى أعلم .
محمد بن سعد المهلهل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق