إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الاثنين، 2 ديسمبر 2024

حكم وضع كلمة التوحيد في وصفه في برنامج الواتساب / لفضيلة الشيخ أ.د. محمد بن سعد الهليل العصيمي -حفظه الله-.


 حكم وضع كلمة التوحيد في وصفه في برنامج الواتساب :

————————————-

الخلاصة : لا بأس بذلك .

—————————————

برنامج الواتساب يحتوي على اسم صاحب الرقم ، وعلى وصف ، وعلى حالة .

ففي حال وضع صاحب الرقم في الوصف كلمة : لا إله إلا الله، أو وضع : سبحان الله، أو وضع : الحمدلله.

يظهر هذا الوصف لمن لديه اسم صاحب الرقم .

فهل يجوز وضع مثل هذه الكلمات في ذلك الوصف أم لا ؟

————-

يتضح حكم ذلك في النقاط التالية :

1 - من حيث نية الواضع لهذه الكلمات ، فإن الأعم الأغلب في عصرنا يقصد بذلك ذكر الله تعالى لمن قرأ ذلك الوصف. ووضع ذلك الوصف فيه إشعار لمحبة الواضع لهذا اللفظ ، وفي الحديث، لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم الرجل عن سبب ختمه لكل ركعة بسورة الإخلاص ، قال : ( أحبها )، قال :( حبك إياها أدخلك الجنة ).

وفيه استشعار من قبل المتلقي لهذا الوصف عن توجه ذلك الواضع وشيء مما بداخله، إذ أن كل إناء بما فيه ينضح.

فمن وصف رقمه بأغنية يدل على ميوله للمعازف، ومن وضع بيتاً من الشعر يدل على ميوله الأدبي، ومن وضع حكمة يدل على مدى تأثره بالحكم، ونحو ذلك في الأعم الأغلب .


ومع ذلك فإن مجرد النية الحسنة غير كافية في مشروعية العمل، فمن نوى خيراً وفعل سوءاً، كان مخطئياً.


2 - لو ترتب على ذلك الوصف الإساءة لمن لا تجوز الإساءة إليه ، فإنه ينظر فإن كانت تلك الإساءة مترتبة على ذلك العمل - يقيناً أو غلبة للظن - غالباً نهي عن ذلك العمل ، وإن لم تكن غالبة بل كانت قليلة أو نادرة فلا عبرة بها .

والقاعدة : العبرة بالأعم الأغلب لا بالقليل والنادر - كما تقدم تقريره في القواعد -.

كما في قوله تعالى :( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا وللكافرين عذاب إليم ).

فكلمة راعنا عند الصحابة : أنظرنا وامهلنا ، وفي العبرية عند اليهود : اسمع لا سمعت ، وكان اليهود يضحكون ويسخرون إذا سمعوا ذلك اللفظ من الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية .


وقال تعالى ( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

ونحو ذلك كثير من النهي عن المباح إذا ترتب عليه في الأعم الأغلب مفسدة راجحة .


ووجه الإساءة المحتملة في مسالتنا هذه على النحو التالي :  

: إذا كتب هذا الشخص 

الواصف بذلك في المجموعة في الواتس آب يطلع للقراء: 

 سبحان الله يكتب...، 


أو لا إله إلا الله يكتب...، 


أو الله أكبر يكتب...


ونحو ذلك 


وأحيانا يُخاطبه شخصٌ 

 يا سبحان الله خفف 

علينا من الرسائل ...

 أو يا سبحان الله انضبط بتوجيهات المجموعة.


 أو يا لا إله إلا الله أعد ما كتبت.

 أو يالله أكبر أنت كثير الكلام ، 

إلى غير ذلك.


⛔️ وإذا غادر الشخص المسجل على رقمه ما سبق ذكره ، يظهر في المجموعة للقراء :


 غادر سبحان الله المجموعة.

 أو غادر الله أكبر المجموعة.

أو غادر لا إله إلا الله المجموعة، وهذا كله من الأخطاء الفادحة القبيحة في حق الرب جل وعلا، والتي قد تكون سبباً لإهانة أسماء الله وصفاته، قصد ذلك الشخص المسمى به أو لم يقصده. 


والجواب من ثلاثة أوجه :


أ - أن هذا ليس من فعل الواصف حالته بذلك ، ولا يتحمل الإنسان تصرف غيره وخطيئه ، قال تعالى :( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ) فلو قرأ رجل القرآن في التلفاز ، ووضع قبله أغنية وبعده أغنيه ، فإنه لا يأثم لكون الفاعل غيره.


ب - أن القاعدة : حذف ما يعلم جائز .

ومعلوم أن الذي يقرأ غادر ( الحمدلله )، ونحو ذلك أي من وصف رقمه بذلك .


ج - أن قول القائل : يا ( سبحان الله) خفف من رسائلك 

ونحو ذلك لا يكون كثيراً وغالباً، وإنما قليل ونادر .

والقاعدة : الحكم للأعم الأغلب لا للقليل والنادر .


3 - لوقيل : إن هذا اقتباس من القرآن أو الذكر في غير ما وضع له ، فيكون من اتخاذ آيات الله هزواً على سبيل استخدام القرآن أو أسماء الله تعالى الحسنى، أو الذكر في غير موضعه .


فالجواب : أن هذا ليس اقتباساً في غير ما وضع له، بل هو من ذكر الله تعالى في أي وقت وحين ، وفي الحديث:( كان يذكر الله في كل أحيانه ).

والمكتوب ينزل منزلة المقول في الأحكام الوضعية لا الأحكام التكلفية - كما سبق تقريره في القواعد -.


وهو ههنا من باب التذكير بالذكر، والقاعدة : الوسائل لها أحكام المقاصد -.

( والدال على الخير كفاعله ) كما في صحيح مسلم مرفوعاً.


4 - فإن قيل : هل وضع المنبه بصوت القاريء للقرآن مشروعاً، أو من اتخاذ القرآن في غير ما وضع له .

فالجواب : التنبيه يجوز أن يكون بالأذان ، فكان سبب مشروعيته تنبيه السامع لدخول وقت الصلاة ، فكذا يجوز بتلاوة القرآن بجامع الذكر فيهما.

ولما في تلاوة القرآن في المكان من الخير والبركة ، وقد جاء في حديث جابر عند مسلم :( ذا قَضَى أحَدُكُمُ الصَّلاةَ في مَسْجِدِهِ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِن صَلاتِهِ، فإنَّ اللَّهَ جاعِلٌ في بَيْتِهِ مِن صَلاتِهِ خَيْرًا).

والله أعلم .


كتبه / محمد بن سعد المهلهل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت